مقال منقول و مترجم للمحلل الجيوسياسي "توني كارتلوشي"
ترجمة: سلطان (ادمن 2 بالصفحة).
ترجمة: سلطان (ادمن 2 بالصفحة).
ها هي وزارة الخارجية الأمريكية وإلى حد كبير السياسة الخارجية الأميركية نفسها، بعد أن استنفدت تماماً المصداقية الدولية تحاول إعادة البدء من جديد.. من نقطة الصفر. عن طريق جلب جون كيري ليكون وزير خارجية أمريكي جديد، لعل ذلك يغير الرأي العام العالمي في السياسة الخارجية الأمريكية و إعطائها صورة جديدة أكثر تسامحا.. لكن كيري لم يهدر أي وقت لمحاولة إعادة نفس السياسة الفاشلة السخيفة التي دمرت بها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون مستقبلها المهني و أنهكت نفسها في الرهان والتخطيط والتستر حتى وصلت بها الأحوال إلى ورطة حادث السفارة الأمريكية في بني غازي.
بالصورة: وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يتحدث إلى معاذ الخطيب المؤيد لتنظيم القاعدة، الذي يرأس الجبهة المسلحة التي من المقرر أن تتلقى 60 مليون دولار اضافية من المساعدات الامريكية التي تصفها بأنها ليست مساعدات تسليح. المملكة المتحدة بل و فرنسا التي تحارب فرق الإرهابيين في مالي الناشئة نتيجة التدخل في ليبيا 2011، تخططان لتقديم مساعدات مماثلة للمساعدات الأمريكية لدعم الإرهابيين في سوريا !!
أعلنت صحيفة الواشنطن بوست أن (الولايات المتحدة تعلن عن توسيع دعمها المالي للثوار السوريين في ساحة القتال، ولكنها ليست أسلحة).. لتعيد نفس الحكايات الزائفة التي تم استخدامها طوال فترة الصراع الدموي المصنوع أمريكياً في سوريا.
واشنطن بوست تنشر:
أعلن وزير الخارجية الأمريكية جون كيري أن إدارة أوباما سوف تقوم بتوفير الغذاء والدواء للثوار المقاتلين في سوريا. معلناً بتحفظ وحذر عن دعم الولايات المتحدة للخطوط الأمامية للمعركة بأقل من الأسلحة الثقيلة والعتاد أو التكنولوجيا العالية التي يسعى إليها المتمردين.
وصرح وزير الخارجية الأمريكية جون كيري عقب محاداثاته مع مجموعة من قادة دول غربية وعربية تمول وتسلح الثوار المقاتلين في بعض الأحيان: إن المخاطر كبيرة حقاً، ونحن لا نستطيع المخاطرة بترك هذا البلد - في قلب الشرق الأوسط - ليدمرها المستبدين أو يتم اختطافها بواسطة المتطرفين.
وقال مسؤولون أمريكيون: إن الولايات المتحدة، للمرة الأولى، ستقوم بإرسال إمدادات لمقرات القيادة المركزية العسكرية للثوار مع مساعدين أمريكيين للإشراف على توزيع الحصص الغذائية والإمدادات الطبية، ويهدف الدعم إلى إعطاء تحالف المعارضة السورية المدعومة من الولايات المتحدة قدرة أكبر في تحديد المساعدات.. ولكنه أيضا يعد اختبارا لقدرة الثوار في الحفاظ على هذه الإمدادات بعيدا عن أيدي المتطرفين.
انتهى تقرير الواشنطن بوست.
إن تقرير واشنطن بوست هو كذبة ملفقة. فالمساعدات الأميركية، النقدية، الأسلحة، الدعم العسكري السري كان مستمرا في سوريا منذ عام 2007 - وبعبارة أخرى - حتى قبل أن يبدأ النزاع الحالي بسنوات. ولم تكن الولايات المتحدة تقدم هذا الدعم للمعتدلين.. ولكن كانت تقدمه عمدا لنفس الفكر الايديولوجي لتنظيم القاعدة نفسها, جماعة الإخوان المسلمين المتطرفة, وكان ذلك يتم منذ إدارة جورج بوش الابن.
وبتصريحات معلنة وواضحة من الإدارة الأمريكية فإن الإدارة السعودية واللبنانية تعمل بتناسق تام مع الولايات المتحدة في هذا الشأن, وأن عملاء المخابرات الأمريكية قد رسموا الخطوط العريضة لمؤامرة إجرامية استمرت عبر إدارتين أمريكيتين "بوش ثم أوباما".. وقدمت هذه التصريحات أوضح مثال على استمرار أجندة السياسة الخارجية الأمريكية والتي تقودها وتتحكم فيها الشركات التجارية العملاقة. تضمنت هذه المؤامرة الإجرامية أيضا قائمة مذهلة من الجرائم الفظيعة ضد الإنسانية, جرائم يتم تذكيرنا بها يوميا ويتم تسليط الضوء عليها من قبل المسؤولين عنها أنفسهم، يشمل ذلك الزعم بمقتل 70.000 سوري حتى الآن منذ بدء الصراع.
روايات جون كيري عبارة عن كذب مؤكد
رغبة كيري في الحفاظ على الأسلحة بعيدا عن أيدي المتطرفين هو قمة التضليل والخداع المتعمد. فقد كان المتطرفين هم محل دعم الولايات المتحدة المستهدف لسنوات في سوريا قبل بدء الصراع في عام 2011.
كان الصحفي سيمور هيرش الحائز على جائزة البوليتزر في تقريره في نيويوركر 2007 المعنون بـ (إعادة التوجيه: هل يستفيد أعداؤنا من السياسة الأمريكية الجديدة للحرب على الإرهاب) قد كتب صراحة:
"من أجل تقويض إيران ذات الأغلبية الشيعية, قررت إدارة بوش الإبن إعادة تشكيل أولوياتها في الشرق الأوسط. ففي لبنان تعاونت الإدارة الأمريكية مع الإدارة السعودية (السنية) بشكل سري لإضعاف حزب الله, صاحب التوجه الشيعي والذي يتم دعمه مباشرة من إيران. وقد اشتركت الولايات المتحدة أيضا في عمليات سرية تسهدف إيران وحليفتها سوريا. وكانت إحدى الآثار الجانبية لتلك النشاطات السرية هي دعم المجموعات السنية المتطرفة التي تعتنق رؤية مسلحة للإسلام وهي معادية لأميركا ومتعاطفة مع القاعدة".
يتضمن تقرير سيمور هيرش أيضا:
"الحكومة السعودية، بموافقة واشنطن، قد توفر الأموال والمساعدات اللوجستية لإضعاف حكومة الرئيس بشار الأسد، في سوريا. الإسرائيليين يعتقدون أن مثل هذا الضغط على حكومة الأسد سوف تجعله أكثر ميلا للمصالحة وأكثر إنفتاحا في جلسات التفاوض".
سيمور هيرش ذكر أيضا أن من مؤيدي فصيل الحريري في لبنان الموالي للولايات المتحدة والسعودية, قد التقوا ديك تشيني في واشنطن وأكدوا بشدة على أهمية استخدام الإخوان المسلمين في سوريا في أي تحرك ضد الحكومة الحاكمة:
”وقد أبلغني وليد جنبلاط أنه التقى بنائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني في الخريف الماضي لمناقشة مسائل متعددة، من بينها إمكانية زعزعة نظام الأسد. ولقد قدم جنبلاط ورفاقه نصيحة لتشيني بأنه إذا كانت الولايات المتحدة تحاول أو تنوي التحرك حيال سوريا، فإن أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين السوري هي الجهة التي عليهم التواصل معها".
ويكمل التقرير شارحا كيف أن فصيل الإخوان في 2007 قد بدأ بالفعل في الإنتفاع بالدعم الأمريكي السعودي:
"يوجد دليل على أن استراتيجية إعادة التوجيه الأمريكية قد أفادت بالفعل الإخوان المسلمين... جبهة الإنقاذ الوطني السورية هي إئتلاف من مجموعات المعارضة والتي يشكل رؤسائها فصيل يقوده عبد الحليم خدام، نائب الرئيس السوري السابق والمنشق في عام 2005 وكذلك يتضمن هذا الإئتلاف قيادات تنظيم الإخوان المسلمين السوري.. وفق معلومات من ضابط عالي الرتبة من المخابرات الأمريكية قال لي: الأمريكيون قدموا دعما سياسيا وماليا.. السعودية تولت القيادة من ناحية الدعم المادي، ولكن كان هناك تدخل أمريكي، وقال أيضا أن خدام الذي يعيش حاليا في باريس كان يحصل على دعم مالي من السعودية تحت سمع وبصر البيت الأبيض (وفقا لتقارير صحفية، فإن وفدا من جبهة الإنقاذ السورية التقت بممثلين عن مجلس الأمن القومي الأمريكي في 2005). وقد أبلغني مسؤول سابق بالبيت الأبيض أن السعودية هي التي وفرت لأعضاء الجبهة وثائق السفر اللازمة.."
وفي احدى نقاط تقرير سيمور هيرش، يصرح بأن مسؤولين من السعودية حليفة الولايات المتحدة قد اعترفوا بـ"السيطرة" على "الحركات الأصولية الدينية". ويشير التقرير على وجه التحديد:
"وأكد بندر بن سلطان ومسؤولين سعوديين آخرين للبيت الابيض أنهم يراقبون عن كثب الأصوليين الدينيين. وكانت رسالتهم لنا: نحن من صنعنا هذه الحركات، ونحن من يمكنه السيطرة عليها, ان المسألة لا تتعلق بأننا لا نريد من الأصوليين أن يقذفوا القنابل وإنما تتعلق بمن نريد إصابتهم بتلك القنابل, حزب الله, مقتدى الصدر, إيران, وسوريا أيضا إذا استمرت في التعاون مع حزب الله وإيران".
بينما كيري، كما فعلت كلينتون قبله, وغيرهم في جميع أنحاء الغرب يحاولون تصوير صعود الإخوان وجبهتهم العسكرية (القاعدة) في سوريا على أنه شئ لا يمكن التنبؤ به نتيجة الصراع المؤسف الدائر هناك, إلا أن هذه النتائج والعواقب كانت مقصودة منذ عام 2007 مع سعي الغرب لإشعال هذا الصراع بالدعم النقدي والسلاح والمعونات, وبمشاركة حلفاء الغرب في الشرق الأوسط, مثل اسرائيل والسعودية وقطر.
أيضا في عام 2007، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقرير بعنوان: "للتحقق بسوريا, الولايات المتحدة تستكشف الروابط مع الإخوان المسلمين". في هذا التقرير تم الكشف عن أنه في عام 2007 تم انشاء المجموعات السورية المعارضة بدعم أمريكي كامل, وقد قامت هذه المجموعات باستعراض نفسها أمام سفارات سوريا في الغرب. عن أحد هذه التظاهرات يذكر المقال:
"بعد ظهر يوم رطب في أواخر مايو, قام نحو 100 من أنصار أكبر حركة سورية معارضة في المنفى, جبهة الإنقاذ السورية, بالتجمع أمام سفارة سوريا هنا (في أمريكا) للتظاهر اعتراضا على حكم الرئيس بشار الأسد. هتف المشاركون في التظاهرة بشعارات مناهضة للأسد ورفعت لافتات: تغيير النظام الآن".
لاحقا في نفس المقال, يتم كشف النقاب عن أن جبهة الإنقاذ السورية (NSF) كانت على اتصال مع وزارة الخارجية الأمريكية وأن مؤسسة استشارية مقرها واشنطن في الواقع ساعدت جبهة الإنقاذ السورية في تنظيم هذا التجمع:
في الأسابيع التي سبقت الانتخابات الرئاسية, التقى أعضاء مبادرة الشراكة الشرق أوسطية (الهادفة لنشر الديموقراطية) التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية بأعضاء من جبهة الإنقاذ السورية (NSF), وذلك لمناقشة نشر فكرة انعدام الديموقراطية في سوريا وضعف الإقبال على التصويت هناك, كان هذا تصريح لأحد المشاركين باللقاء. وقد قامت مؤسسة (C&O Resources Inc) والكائنة بواشنطن بدعم جبهة الإنقاذ السورية في تنظيم تظاهرة يوم 28 مارس ضد نظام الأسد أمام السفارة السورية هناك, وقامت المؤسسة كذلك بتوفير التغطية الإعلامية والاتصالات السياسية، و يصر مسؤولين من الخارجية الأمريكية أنهم لم يقدموا مساعدات مادية أو تقنية للمتظاهرين.
وكما تقوم صحيفة وول ستريت جورنال (على شاكلة وزارة الخارجية الأميركية والإعلام الغربي) بتصوير المعارضة الحالية في سوريا على أنها تمثل طائفة واسعة من المجتمع السوري, إلا أنها في ذلك المقال تنص صراحة وقتها بما نراه واضحا جليا اليوم على وجود حركة الإخوان المسلمين المتطرفة في قلب الثورة بسوريا:
"معظم الأعضاء المؤثرين ذوي النفوذ في جبهة الإنقاذ السورية (NSF) هم في الحقيقة من أعضاء في الفرع السوري للإخوان المسلمين, تلك الحركة التي نشأت منذ عقود, ذات النشاط السياسي الواسع في الشرق الأوسط, والتي ألهم قادتها نشأة جماعات حماس والقاعدة الارهابية. أعلن الفرع السوري للجماعة عن تخليه عن الكفاح المسلح في مقابل الإصلاح الديموقراطي".
كان من الواضح الجلي منذ عام 2007 أن المتطرفين سيلعبون دورا قياديا في أي نزاع عسكري محتمل للإطاحة بالحكومة السورية في المستقبل, والآن بعد سنوات, فقد تم تنفيذ هذا الصراع الذي تم هندسته من قبل حرفيا, وأدى للنتائج المروعة التي نراها الآن, تلك النتائج التي يرفض الغرب الإعتراف بمسئوليته عنها, بل و يسعى أيضا لمضاعفتها بزيادة الدعم للحركات المسلحة التي أنشأها بنفسه.
يزيد على عبثية روايات جون كيري حلوله العبثية المقترحة
الحل المقترح لجون كيري هو إغراق سوريا بالمزيد من الاموال, المعدات, التدريب, السلاح, ومعونات أخرى, سواء كان الدعم مباشرا أو عن طريق وسطاء, كالسعودية وقطر الممولين الأكبر لتنظيم القاعدة بالمال والسلاح. في تقرير الواشنطن بوست نجد الآتي:
"والهدف من هذا التمويل الجديد هو مواجهة تلك الشبكة من الخدمات الخاصة بالمتشددين التي تنمو بشكل متزايد".
للأسف, فإن إئتلاف المعارضة السورية المصنوع أمريكيا بالكامل, والذي نشأ في الدوحة بدولة قطر, هو في الحقيقة ائتلاف يتم قيادته بواسطة متشدد وهو معاذ الخطيب, والذي يصرح في العلن عن تقديره لجبهة النصرة التابعة للقاعدة في سوريا, والتي يرجع اليها الفضل في ارتكاب أبشع الجرائم والمذابح في سوريا خلال العامين الماضيين, إلى جانب ارتكاب الإعتداءات المنهجية والقمع والقهر في كل المناطق على طول الحدود السورية مع تركيا, العضو في حلف الناتو.
في أواخر 2012, طالب الخطيب الولايات المتحدة بإعادة النظر في ادراج جبهة النصرة كمنظمة ارهابية, وذكرت رويترز على لسان الخطيب:
"إن قرار اعتبار الحركة التي تقاتل النظام على أنها حركة ارهابية هو قرار يستحق اعادة النظر, قد نختلف مع بعض الحركات وأفكارها ورؤيتها السياسية والأيديولوجية, إلا أننا نؤكد أن أي سلاح يحمله الثوار هو موجه بالاساس للإطاحة بالنظام المجرم".
من جديد أكد المقال الأحدث للواشنطن بوست استمرار دعم الخطيب للحركات المتطرفة:
"ناشد بغضب, رئيس الإئتلاف المعارض معاذ الخطيب, إقامة ممر انساني للمحاصرين في مدينة حمص, مؤكدا أن الثوار قد ملوا من تعدد تصريحات الغرب بشأن وجود متطرفين وارهابيين بين صفوف الثوار, وقال إن العدو الحقيقي هو نظام الأسد, إلا أن كل ما يشغل الكثيرين في الخارج ويقلقهم فقط هو طول لحية المقاتل في صف الثورة. لا يوجد ارهابيين في العالم لديهم مثل هذه الطبيعة الوحشية التي يملكها النظام السوري".
كان غضب رئيس الإئتلاف المعارض واشاراته الموجهه ضمنيا تسري على العكس تماما من لهجة جون كيري الموزونة والمحسوبة, في حين كان جون كيري ينظر بدون أي انفعالات على وجهه إلى معاذ الخطيب اثناء القائه هذه التصريحات.
وإلى الآن, فإن حركة المعارضة السورية التي تم انشائها بالكامل بواسطة الولايات المتحدة, والتي يقودها رجل لا يخفي اعجابه ودفاعه عن تنظيم القاعدة, سوف تتلقى تلك الحركة المعارضة مبلغ 60 مليون دولار في شكل دعم يطلق عليه غير مسلح وتدريب بزعم تقويض تنظيم القاعدة في سوريا ! كما أشار تقرير الواشنطن بوست إلى أن المملكة المتحدة وفرنسا على وشك ارسال مدرعات إلى الجبهة المؤيدة علناً لتنظيم القاعدة.
الغرض الاساسي لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية السخيفة الحالية هي إعادة إيقاظ مصطلح "الحرب على الإرهاب", الذي ترك الادارة الامريكية مفلسة , مع مقتل الآلاف من الجنود الأمريكيين, وتشوه عشرات الآلاف بدنيا ونفسيا, و تأمل الإدارة الأمريكية أن يكون من الأسهل تصديق العالم لأكاذيب جون كيري المستمرة.
والمدهش, أن فرنسا التي يموت جنودها في مالي على يد المتطرفين الذين تم تسليحهم وتدريبهم وتمويلهم بواسطة الناتو خلال التدخل العسكري في ليبيا والذين يستمر تمويلهم من دولة قطر (حليفة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا), إلا أن مقال الواشنطن بوست يشير إلى أن فرنسا تسعى حثيثة إلى ارتكاب نفس الخطأ في سوريا, وسوف تقوم بدعم الإرهابيين هناك, بما فيه تدريب قوات الثوار خارج الأراضي السورية.
إن شرعية الغرب التي استنفذت, والتي يتخللها من حين لآخر وصلة نفاق وتظاهر, وكشف واضح صريح عن الدعم المالي والعسكري للثوار, لهو فرصة ذهبية للأمم المتحدة لإثبات قدرتها وشرعيتها, وذلك بإدانة خطط التوسع الإستعمارية بالغة الوضوح والتي أنشأها الغرب لتحقيق مصالحه. إلا أنها بدلا من ذلك تبقى صامتة, أو الأسوأ من ذلك تتواطئ بصورة واضحة مع سبق الإصرار, وتصر على اطلاق مسميات مشوهة على الإعتداءات التي تتم على سوريا الآن, مثل (تعزيز الديموقراطية) و (الثورة) و (المساعدات الإنسانية).
وعلى الدول القائمة خارج نظام الكيان الغربي (المشرف على الإنهيار) مواصلة بذل قصارى الجهد للمقاومة, وأن تدين بشكل متزايد وعلني الحركة الإرهابية المدعومة دولياً التي تدمر سوريا. بالنسبة لأغلبنا من العامة, علينا أن نعمل على كشف مؤسسات التمويل الدولية التي تقود أجندة توجهات الغرب والتي ندعمها نحن يوميا كمواطنين دون أن ندري (عن طريق استهلاكنا من الشركات العالمية الكبرى المملولة و المستفيدة من هذه الحرب), عن طريق مقاطعة هذه الشراكات واستبدالها بمؤسسات أخرى, لإضعاف نفوذها الغير مبرر الذي استخدموه لتنفيذ الإعتداء على أهل سوريا.
و لا يزال هناك من يعتقد ان الثورة السورية هي ضد مصالح أمريكا و إسرائيل... حقا ان الإعلام قد يكون أقوى من الجيوش و الدبابات و الطائرات...
ردحذف