كل أهل الفرق الإسلامية المختلفة يعتقدون أنهم أهل السنة و الجماعة، فمثلاً الشيعة يقولون أنهم هم أهل السنة و الجماعة و كذلك المرجئة و القدرية و المعتزلة و الخوارج فكل منهم يظن أنه على الصراط المستقيم.
كيف تعرف في أي فرقة أنت ؟؟
البعض قد يكون من الشيعة مثلاً دون أن يقول أنا شيعي فيكفي أن يعتقد أصول الشيعة من سب صحابة رسول الله وزوجاته حتى يصبح منهج الشخص شيعي دون أن يدرك أنه بذلك أصبح يتبع الشيعة أو يتفق معهم في بعض أصولهم.
وكذلك في باقي الفرق الإسلامية فمنهجك هو ما صدقه قلبك ونطق به لسانك وعملت به جوارحك، وليس ضروري أن تقول أنا من المرجئة أو الشيعة أو الخوارج بل ربما تكون منهم وتطبق أصولهم دون أن تعرف ذلك، لذا تلزمك دراسة الفرق ودراسة أصول الفرق وأصول أهل السنة والجماعة التي اتفق عليها علماء السلف والخلف من المُفَوِّضة والأشاعرة والماتريدية، وأصول الفرق المخالفة لهم لتعلم ضلالات القوم وتتجنبها وتميز الحق من الباطل ولا يخدعك أحد بسهولة، فإنك إذا عرفت الأصول والقواعد الصحيحة والأصول المخالفة لهم استطعت بسهولة تمييز منهج المتحدث فلا تغتر بأحد ببساطة وتميز العلماء من الدعاة على أبواب جهنم.
يقول أبو الفراس الحمداني: "عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ومن لم يعرف الشر من الناس يقع فيه".
فرقة الخوارج
ظهرت الخوارج في جيش سيدنا علي رضي الله عنه فقد كانوا من قتلة سيدنا عثمان بن عفان وعندما اشتدَّ القتال بين علي ومعاوية في صفين، رفع جيش معاوية المصاحف ليحتكموا إلى القرآن وقبل سيدنا علي التحكيم قالت مصادر قبله مضطراً وقالت مصادر قبله راضياً، المهم بعد قبول التحكيم خرج قتلة عثمان من جيش سيدنا علي ينكرون عليه قبوله للتحكيم ويقولون أنه رضي بحكم الرجال ولا حكم إلا لله ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون وبذلك كفروا علياً ومعاوية وتركوهما وفارقوا جماعة المسلمين وذهبوا إلى حروراء فسموا بالخوارج لأنه نقضوا بيعة سيدنا علي وكفروه وفارقوا الجماعة وسموا بالحرورية لأنهم ذهبوا لحروراء.
يقول الدكتور محمد أبو زهرة:
"ومن غريب هذه الخارجة التي حملت عليًّا على التحكيم، أن جاءت بعد ذلك واعتبرت التحكيم جريمة كبيرة، وطلبت إلى عليٍّ أن يتوب عمَّا ارتكب؛ لأنه كَفَر بتحكيمه كما كفروا هم وتابوا (كما يزعمون كذبًا وزُورًا)، وتبعهم غيرهم من أعراب البادية، وصار شعارهم (لا حكم إلا لله)، وأخذوا يقاتلون عليًّا بعد أن كانوا يجادلونه ويقطعون عليه القول".
(وقع الصحابة في الفتنة فهم بشر وليسوا معصومين لكنهم اجتهدوا فمنهم من أخطأ ومنهم من أصاب واجتهادهم كان بدافع الحق ليس بدافع الأهواء، فسيدنا علي كان يرى تأخير القصاص من قتلة عثمان حتى تهدأ الفتنة، وسيدنا معاوية كان يرى وجوب الأخذ بالثأر من قتلة عثمان في أسرع وقت لأنه كان من أقارب سيدنا عثمان من بني أمية، فاختلفا وتقاتلا بسبب الفتن التي أحدثها بينهما الخارجون على سيدنا عثمان وقتلته، وقد تمادى بعض الضالة لدرجة تكفير سيدنا معاوية! وهو أحد كتبة الوحي فهؤلاء أعداء الإسلام أرادوا التشكيك في القرآن فشككوا في واحد من كتبة القرآن، وقد قال الله تعالى : "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله" فقد أقر الله تعالى بأن كلا الطائفتان المتقاتلان هما من المؤمنين ولم ينفي الإيمان عنهما لكن هناك طائفة معها الحق وأخرى ظالمة، كذلك هذا القتال بين سيدنا علي ومعاوية هو من علامات الساعة الصغرى التي ذكرها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف "اقتتال طائفتين عظيمتين من المسلمين دعواهما واحدة" فقد أقر النبي أن كلتا الطائفتين مسلمتين بل وزاد أن دعوتهم واحدة فهم ليسوا فرق بل دعوتهم للحق واحدة ومنهجهم واحد اجتهدوا ففيهم من أصاب وفيهم من أخطأ لكن هدف كلاهما كان الحق، وكذلك في حديث النبي لسيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما حين قال له :"إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين"، فقد سمى الفئتين فئة علي وفئة معاوية بالمسلمين، فيكفيك هذه الأدلة من كتاب الله وسنة نبيه لتسلم وتُقر بأن كلتا الطائفتين كانت على الإسلام والإيمان رضي الله عنهم أجمعين ولكن رأى سيدنا علي ضرورة الصبر على قتلة عثمان حتى تهدأ البلاد وتنقشع الفتن ورأى سيدنا معاوية ضرورة الثأر الفوري من قتلة سيدنا عثمان رضي الله عنه وهذا سبب الخلاف فقد كان الاختلاف في وقت الثأر من قتلة سيدنا عثمان، و يكفيهم شرفاً صحبة سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويكفيهم دفاع النبي عنهم ونهيه عن سب أصحابه وأن ذلك مدعاة للكفر ولعن الله وملائكته والناس أجمعين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أُحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة والنسائي والله يحكم في أمرنا جميعا).
وقيل في تعريف فرقة الخوارج أن:«كلمة خوارج أطلقت على أولئك النفر الذين خرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد قبوله التحكيم عقب معركة "صفين"، إذ اعتبر هؤلاء التحكيم خطيئة تؤدي إلى الكفر، ومن ثم طلبوا من علي أن يتوب من هذا الذنب، وانتهى الأمر بأن خرجوا من معسكره، وقد قبل الخوارج هذه التسمية، ولكنهم فسَّروا الخروج بأنه خروج من بيوتهم جهادا في سبيل الله وفقا لقوله تعالى: (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله)[سورة النساء/الآية:100]، وقد أطلق على الخوارج أيضا اسم"الشُّراة" وربما يكونون هم الذين وصفوا أنفسهم بذلك، كما ورد في قوله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد) [سورة البقرة/الآية:207]، وسمُّوا أيضا بالحَرورية لانحيازهم في أول أمرهم على قرية"حَروراء" بالقرب من الكوفة، كما سمُّوا أيضا بالمُحكّمَة لرفعهم شعار"لاحكم إلا لله" والتفافهم حوله. ومهما يكن من شيء، فإن اسم"الخوارج"في معناه الأول الذي يشير على الانشقاق ومفارقة الجماعة أصبح الاسم السائر على هذه الجماعة».
ومفارقتهم لجماعة المسلمين وخروجهم إلى حروراء هو العلة في تسميتهم بهذا الاسم فالخوارج هم أولئك النفر الذين خرجوا على عليٍّ بعد قبوله التحكيم في موقعة صفين، ففارقوا جماعة المسلمين وهاجروا بعيداً عنهم.
و حتى أنهم قتلوا سيدنا علي فيما بعد حيث قتله عبد الرحمن بن ملجم الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أشقى أهل الأرض، وهذا سمت الخوارج في كل عصر يخرجون فيه فهم يدعون التحكيم إلى كتاب الله ويرفعون السيوف ويفارقون جماعة المسلمين ويقتلون أفضل المسلمين وعوامهم وعلمائهم وأئمتهم وهذا ما عليه كل قرن من قرون الخوارج.
وتفرعت منذ ذلك الحين فرق الخوارج واختلفوا فيما بينهم فمنهم الحرورية والأزارقة والنجدات والصفرية والعجاردة والإباضية وعديد من فرق الخوارج المتباينة خرجت ولا تزال تخرج حتى يخرج آخرهم مع المسيح الدجال كما ذكر رسول الله في الحديث الشريف:
عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ينشأ نشء يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، كلما خرج قرن قطع"، قال ابن عمر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كلما خرج قرن قطع " أكثر من عشرين مرة، " حتى يخرج في عراضهم الدجال ".
ومن أهل العلم من يرجّح بداية نشأة الخوارج إلى زمن النبي صلى الله عليه وسلم ويجعل أول الخوارج ذو الخويصرة التميمي الذي اعترض على الرسول في قسمة ذهب كان قد بعث بها سيدنا علي من اليمن، ويتضح ذلك من الحديث النبوي الشريف الذي رواه الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري.
عن أبي سعيد الخدري قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة، وهو رجل من بني تميم، فقال : يا رسول الله اعدل .
فقال : "ويحك ! ومن يعدل إذا لم أعدل ، فقد خبت وخسرت إذا لم أعدل" .
فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ائذن لي فيه أضرب عنقه .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعه، فإن له أصحابا يُحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه، وهو قدحه، فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر، يخرجون على حين فرقة من الناس ".
قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نعته.
فذو الخويصرة التميمي أول خارجي خرج في الإسلام، وذلك لأنه رضي برأي نفسه ولم يرضى بحكم الله ورسوله بل قال لنبي الله اعدل ! أي احكم بالعدل فقال له النبي : و من يعدل إن لم أعدل، فقد رأى ذلك الخارجي نفسه أعدل من المصطفى صلى الله عليه وسلم وهكذا حال الخوارج في كل زمان يُحقرون الصالحين ويرون أنفسهم أصلح الناس.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصف الخوارج:"إن بعدي أو سيكون بعدي من أمتي قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه هم شرار الخلق والخليقة".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سيقرأ القرآن رجال لا يجاوز حناجرهم, يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" رواه الإمام البخاري و أحمد.
عن خيثمة عن سويد بن غفلة قال: قال علي إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أقول عليه ما لم يقل وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخرج قوم في آخر الزمان يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، سيماهم التحليق، إذا لقيتموهم فاقتلوهم" رواه أحمد وأبو داود.
(الأمر بالقتل هنا يكون بتوجيه وأمر الحاكم أو ولي أمر المسلمين ليس للعامة كما قال أهل العلم، فالأحكام والحدود في الإسلام يطبقها ولي الأمر والقضاة لا عامة المسلمين).
وفي رواية بحادثة ذو الخويصرة التميمي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن من ضئضئى هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد" متفق عليه.
ضئضئي أي صلبه ونسله وذو الخويصرة كان تميمي، وكذلك محمد بن عبد الوهاب تميمي من بني تميم.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يخرج ناس من قبل المشرق ويقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه". قيل: ما سيماهم؟ قال: "سيماهم التحليق" أو قال "التسبيد".
رواه الإمام البخاري في صحيحه ورواه غيره بلفظ التحليق.
سيماهم التحليق
سيماهم التحليق
سيماهم التحليق
....
التحليق أي حلق شعر الرأس.
الخوارج الذين خرجوا على سيدنا علي بن أبي طالب ومعاوية لم يكن التحليق من سيماهم، ولا الخوارج في أي قرن كان التحليق من سيماهم .. ولم توجد سمة التحليق إلا في خوارج القرن الثاني عشر محمد بن عبد الوهاب وأتباعه الوهابية.
يقول الوهابي عبد العزيز بن حمد قاضي الدرعية –ابن بنت محمد بن عبد الوهاب– في جواب له، بعضاً من أحكام حلق شعر الرأس عند الوهابيين فقال:
"... ترك الحلق ليس منهياً عنه، وإنما نهى عنه ولي الأمر؛ لأن الحلق هو العادة عندنا، ولا يتركه إلا السفهاء عندنا، فنهى عن ذلك نهي تنزيه لا نهي تحريم سداً للذريعة؛ ولأن كفار زماننا لا يحلقون فصار في عدم الحلق تشبهاً بهم".
من كتاب مجموعة الرسائل والمسائل الجزء الرابع صـ 578.
نهى ولي أمر الوهابية محمد بن عبد الوهاب عن عدم الحلق، والعادة عند الوهابية من كتبهم هي الحلق ولا يتركه إلا السفهاء عندهم، وابتدع الوهابية في بدايتهم بالقرن الثاني عشر بدعة حلق الرأس ليخالفوا بذلك المسلمين في ذلك الوقت فتكون تلك سمة للوهابية على وجه الخصوص بزعم أن باقي المسلمين مشركين ويجب مخالفتهم، ولاحظ تسميتهم لكل المسلمين وقتهم بـ "كفار زماننا" !!
لما قتل محمد بن عبد الوهاب جماعة لم يحلقوا رؤوسهم، رد عليه العلامة السيد المنعمي بقصيدة قال فيها:
أفي حلق رأسي بالسكاكين والحَدِ .. حديثٌ صحيح بالأسانيد عن جدي.
العلامة مفتي مكة فضيلة الشيخ أحمد زيني دحلان رحمه الله قال في كتابه فتنة الوهابية:
"كانوا يأمرون من اتبعهم أن يحلق رأسه، ولم يكن هذا الوصف لأحد من طوائف الخوارج والمبتدعة الذين كانوا قبل زمن هؤلاء، وكان السيد عبد الرحمن الأهدل مفتي زبيد يقول: لا حاجة إلى التأليف في الرد على الوهابية، بل يكفي في الرد عليهم قوله صلى الله عليه وسلم (سيماهم التحليق) فإنه لم يفعله أحد من المبتدعة غيرهم".
المستشرق ريتشارد فرانسيس برتون 1821-1890 وصف شكل البدو وسكان الحجاز في كتابه
Personal narrative of a pilgrime to Madina
وكان وصفه للوهابيين:
The Wahhabi tribe generally shave the head, whilst some amongst them still wear the hair long, which is the ancient Badawi practice.
الترجمة: الوهابيين في العادة يحلقوا رؤوسهم، وبعض منهم لازال يبقي عادة ترك الشعر طويلاً، كعادة البدو القديمة.
أتينا بدلائل على أن الوهابية هم الخوارج المقصودون بوصف: سيماهم التحليق، من كتب الوهابية نفسهم، ومن ردود علماء أهل السنة المعاصرين لهم، ومن كتب المستشرقين الذين تواجدوا في شبه الجزيرة العربية بذلك الوقت الذين وصفوا شكل مجتمع لا يعرفوا شيئاً عن الحديث ولا غيره.
وصف النبي ينطبق عليهم تماماً سيماهم التحليق، هكذا كان حالهم في أول خروجهم ولم يفعله أحد من المبتدعة غيرهم، ثم توقفوا عن ذلك الحلق فيما بعد لما كثر الهجوم عليهم ووُصفوا بالخوارج حتى لا يفتضحوا.
الوهابية هم خوارج آخر الزمان سيماهم التحليق، حيث أن كل مناهج التكفيريين المعاصرين تعود في الأصل للمنهج الوهابي، لا يوجد تكفيري لا يعتمد كتب وأصول الوهابية.
والوهابية في بداية خروجهم بالقرن الثاني عشر خرجوا على الأشراف حكام مكة والمدينة وقاتلوهم وكفروا كل المسلمين سوى أنفسهم وكفَّروا الدولة العثمانية وفارقوا جماعة المسلمين.
فأول الخوارج ذو الخويصرة التميمي، ثم من خرج على علي ومعاوية وخوارج آخر الزمان هم الوهابية كما جاء في الحديث الشريف سيماهم التحليق، وأصولهم جميعاً واحدة، وهذا من دلائل نبوته ومعجزاته صلى الله عليه وآله وسلم.
سمات الخوارج وصفاتهم:
هؤلاء الخوارج يرون الصلاح في أنفسهم فقط ويتشدقون ويتشددون في الدين على غير فهم ولا أصل ويرفعون أصواتهم فوق صوت رسول الله وحكمه، وأتباع ذو الخويصرة هم الذين قاتلوا سيدنا علي بن أبي طالب.
يقول الدكتور محمد أبو زهرة: "و هذه الفرقة أشد الفرق الإسلامية دفاعاً عن مذهبها وحماسة لآرائها، وأشد الفرق تديناً في جملتها وأشدها تهوراً واندفاعاً وهم في اندفاعهم وتهورهم مستمسكون بألفاظ قد أخذوا بظواهرها وظنوا هذه الظواهر ديناً مقدساً لا يحيد عنه مؤمن وقد استرعت ألبابهم كلمة "لا حكم إلا لله" فاتخذوها ديناً ينادون به فكانوا كلما رأوا علياً يتكلم قذفوه بهذه الكلمة".
ويقول: "وقد استهوتهم أيضاً فكرة البراءة من سيدنا عثمان والإمام علي والحكام الظالمين من بني أمية حتى احتلت أفهامهم واستولت على مداركهم استيلاءاً تاماً وسدت عليهم كل طريق يتجه بهم للوصول إلى الحق".
"ولقد ناقشهم الحاكم العادل عمر بن عبد العزيز وكان الخلاف بينه وبينهم أنه لم يعلن البراءة من أهل بيته الظالمين مع إقرارهم أنه خالف من سبقه من بني أمية ومنع استمرار ظلمهم بل رد المظالم التي ارتكبوها إلى أهلها، ولكن استولت عليهم فكرة النطق بالتبرؤ فكانت هي الحائل بينهم وبين الدخول في طاعته والسير في لواء الجماعة الإسلامية".
عن حذيفة بن اليمان قال "أول الفتن قتل عثمان، وآخر الفتن خروج الدجال والذي نفسي بيده لا يموت رجل وفي قلبه مثقال حبة من حب قتل عثمان إلا تبع الدجال إن أدركه وإن لم يدركه آمن به في قبره".
وكذلك من صفات الخوارج شدة التعبد وقراءة القرآن والصلاة والصيام والتمسك بالظاهر من الدين وهذا ظهر أيضاً في عهد النبي صلى الله عليه و سلم:
عن أنس بن مالك، قال: ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا، فذكروا قوته في الجهاد، واجتهاده في العبادة، ثم إن الرجل طلع عليهم، فقالوا : يا رسول الله هذا الرجل الذي كنا نذكر. قال: "والذي نفسي بيده إني لأرى في وجهه سفعة من الشيطان". ثم أقبل فسلم، فقال رسول الله: "هل حدثت نفسك حين أشرفت علينا أنه ليس في القوم أحد خير منك؟".
قال : نعم ، فانطلق فاختط مسجدا وصف بين قدميه يصلي،
فقال رسول الله : " أيكم يقوم إليه فيقتله؟".
قال أبو بكر: أنا ، فانطلق فوجده قائما يصلي، فهاب أن يقتله، فرجع إلى رسول الله، فقال له : "ما صنعت؟"
قال : وجدته يا رسول الله قائما يصلي ، فهبت أن أقتله، فقال رسول الله : " أيكم يقوم إليه فيقتله؟".
فقال عمر: أنا، فانطلق ففعل كما فعل أبو بكر،
فقال رسول الله: "أيكم يقوم إليه فيقتله؟"
فقال علي : أنا،
قال رسول الله: "أنت إن أدركته" .
فانطلق فوجده قد انصرف، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
فقال : "ما صنعت؟".
قال: وجدته يا رسول الله قد انصرف،
فقال رسول الله : "هذا أول قرن خرج من أمتي لو قتلته ما اختلف اثنان بعده من أمتي" . وقال: "إن بني إسرائيل تفرقت على إحدى وسبعين فرقة، وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة".
فهذه صفة القوم كثرة التعبد والزعم أنهم أفضل الناس وخروجهم على الحكام وتكفيرهم عامة الناس وشيوخهم وعلمائهم وأئمتهم والمسلم عندهم هو من كان على مذهبهم فقط لا غير وأخذهم بظاهر النصوص وفهمهم القاصر المحدود وتأييدهم لمقتل سيدنا عثمان و افترائهم الظلم عليه وبراءتهم منه ومن أئمة المسلمين وحبهم للدنيا والقتال عليها فهم يخرجون مع الدجال ويرضون بإمامته والدجال تتبعه كنوز الأرض ومعه جبال من خبز وماء وزينة الدنيا ومتاعها الفاني، فهنا تجد الربط بين الخوارج وبين مقتل سيدنا عثمان وبين اتباع الدجال.
ومن صفاتهم سذاجة القول وعشوائية الرأي يقول الدكتور محمد أبو زهرة: "وأنهم ليشبهون في استحواذ الألفاظ البراقة على عقولهم ومداركهم اليعقوبيين الذين ارتكبوا أقسى الفظائع في الثورة الفرنسية فقد استولت على هؤلاء ألفاظ الحرية والإخاء والمساواة وباسمها قتلوا الناس وأهرقوا الدماء وأولئك استولت عليهم ألفاظ الإيمان ولا حكم إلا لله والتبرؤ من الظالمين، و باسمها أباحوا دماء المسلمين وخضبوا الأراضي الإسلامية بنجيع الدماء وشنوا الغارة في كل مكان".
ومن سماتهم التضارب والتناقض فيما بينهم فلا يتفق قولهم مع فعلهم ولا فعلهم مع قولهم.
ومن صفاتهم حب الفداء والرغبة في الموت والاستهداف للمخاطر من غير داع قوي وربما كان منشأ ذلك عند بعضهم هوساً أو اضطراباً في أعصابهم لا مجرد الشجاعة وخللاً في معتقداتهم.
وقد قتلوا سيدنا عبد الله بن خباب لأنه رفض أن يُكَفر سيدنا علي بن أبي طالب.
وكان الصحابة يمرون على معسكرات الخوارج في عهد سيدنا علي فيسمعون لهم أزيزاً كأزيز النحل من شدة قراءتهم للقرآن (يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم).
ومن الطرائف التي ارتكبوها وتبين عوار منهجهم وقصر فهمهم أن منهم من لقى مسلم ونصراني فقتلوا المسلم وتركوا النصراني وقالوا احفظوا ذمة نبيكم (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان".
ومن سمات الخوارج أنهم يكفرون أهل الذنوب فمرتكب الكبيرة عندهم كافر وهم لا يفرقون بين ذنب وذنب بل حتى الاختلاف في الرأي إذا أدى إلى مخالفة رأيهم فهو كفر في نظرهم! ولهذا كفروا سيدنا علي رضي الله عنه بمخالفته فهمهم الفاسد للقرآن.
وهذا المبدأ هو الذي يجعلهم يخرجون على حكام المسلمين ويعتبرون مخالفيهم مشركين.
وهم يتمسكون بتفسير ظواهر النصوص ولا يدركون تأويلها بل ويكفرون من يتأول المُتشابه من النصوص.
و لذلك لما كان يجادلهم سيدنا علي لم يكن يجادلهم بالنصوص لأنهم لا يأخذون إلا بظواهرها بل كان يناقشهم بما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقارنه بفعلهم فيقيم عليهم الحجة بفعله صلى الله عليه وسلم وقد كان خلقه القرآن، ومن ذلك قول سيدنا علي لهم : "فإن أبيتم إلا أن تزعموا أني أخطأت وضللت، فلِم تضلون عامة أمة محمد صلى الله عليه و سلم، وتأخذونهم بخطئي و تكفرونهم بذنوبي، سيوفكم على عواتقهم تضعونها مواضع البرء والسقم وتخلطون من أذنب بمن لم يذنب، وقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رجم الزاني المحصن، ثم صلى عليه ثم ورثه أهله، وقتل القاتل وورث ميراثه أهله، وقطع يد السارق وجلد الزاني غير المحصن ثم قسم عليهما الفئ، ونكحا المسلمات، فأخذهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذنوبهم وأقام حق الله فيهم، ولم يمنعهم سهمهم من الإسلام ولم يُخرج أسماءهم من أهله".
المبادئ التي تجمع فرق الخوارج:
1. أن الخليفة لا يكون إلا بانتخاب يقوم به عامة المسلمين لا فريق منهم ويستمر خليفة مادام قائماً بالعدل مقيماً للشرع فإن حاد وجب قتله أو عزله.
2. أن بيتاً من بيوت العرب لا يختص بأن يكون الخليفة فيه، فليست الخلافة في قريش كما أجمع أهل السنة والجماعة، وليست لعربي دون أجنبي بل يفضلون أن يكون الخليفة غير قرشي حتى يسهل عزله أو قتله.
3. النجدات إحدى فرق الخوارج يجدون أنه لا حاجة إلى إمام إذا أمكن الناس أن يتصافوا فيما بينهم فإن رأوا أن التناصف لا يتم إلا بإمام أقاموه، فإقامة الإمام عندهم ليست واجبة بل جائزة.
4. يرى الخوارج تكفير أهل الذنوب ولم يفرقوا بين ذنب وذنب بل اعتبروا الخطأ في الرأي ذنباً إذا أدى إلى مخالفة وجه الصواب في نظرهم، ويرون أن الخطأ في الاجتهاد يُخرج من الدين.
اختلاف الخوارج فيما بينهم:
كان الخوارج كثيري الخلاف بينهم ينشأ الخلاف فيهم من أصغر الأمور وكان المهلب بن أبي صفرة الذي نصب لقتالهم يتخذ الخلاف بينهم ذريعة لتفريقهم وإذا لم يجدهم مفترقين دفع إليهم من يثير الخلاف بينهم، فيروى أن المهلب بعث إليهم رجلاً يسألهم فقال لهم: "أرأيتم رجلين مهاجرين إليكم فمات أحدهما في الطريق، وبلغ الآخر إليكم فامتحنتموه فلم يجز المحنة، ما تقولون فيهما؟ فقال بعضهم أما الميت فمن أهل الجنة وأما الذي لم يجز المحنة فكافر حتى يجيز المحنة، و قال قوم آخرون: هما كافران، فكثر الخلاف واشتد وخرج قطري بن فجائة زعيمهم آنذاك إلى حدود اصطخر فأقام شهراً القوم لازالوا في خلافهم!
فانظر إلى ذلك القائد العظيم (المهلب بن أبي صفرة) كيف كان يثير الخلاف بينهم ليمزقهم ويشغلهم بأنفسهم وينقذ أمة الإسلام من شرورهم.
الثورة المستمرة وخلافاتهم وانقسامهم:
إن فرقة من فرق الإسلام لم تسلك طريق الثورة كما سلكته فرقة الخوارج حتى لقد أصبحت ثوراتهم ونتفاضاتهم أشبه بالثورة المستمرة في الزمان والمنتشرة في المكان ضد الأمويين بل وضد علي بن أبي طالب منذ التحكيم وحتى انقضاء عهده.
وجدير بالذكر أن هذه الثورات الخارجية وإن لم تنجح في إقامة دولة مستقرة يستمر حكم الخوارج فيها طويلاً إلا أنها قد أصابت الدولة الأموية بالإعياء حتى انهارت انهيارها السريع تحت ضربات الثورة العباسية في سنة 132هـ؛ فالعباسيون قد قعدوا عن الثورة قُرابة قرن بينما قضى الخوارج هذا القرن في ثورة مستمرة، ثم جاء القَعَدَةُ فقطفوا ثمار ما زرعه الثوّار.
أصول الخوارج وسماتهم العامة:
1- تكفير المسلمين بالمعاصي والكبائر.
2- الخروج على أئمة المسلمين اعتقاداً وعملاً أو أحدهما احياناً.
3- الخروج على جماعة المسلمين ومعاملتهم معاملة الكفار في الدار والأحكام والبراءة منهم وامتحانهم، واستحلال دمهم.
4- صرف نصوص الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى منازعة الأئمة والخروج عليهم، وقتال المخالفين.
5-كثرة القراء الجهلة فيهم والأعراب، وأغلبهم كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم حدثاء اسنان سفهاء الأحلام.
6- ظهور سيم الصالحين عليهم، وكثرة العبادة كالصلاة والصيام، وأثر السجود، وتشمير الثيا، مسهمة وجوههم من السهر ويكثر فيهم الورع على غير فقه والصدق والزهد مع التشدد والتنطع في الدين كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم، عن محمد بن إبراهيم ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وأعمالكم مع أعمالهم، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية))، أخرجاه في الصحيحين .
أي صلاتكم بالنسبة لصلاتهم قليلة جداً و كذا سائر الأعمال،
و ذلك لأنهم تكثر عبادتهم الظاهرة بدون فقه و لا علم ولا إدراك لحقيقة النصوص.
7-ضعف الفقه في الدين وقلة الحصيلة من العلم الشرعي كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم "يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم"، فليس العلم بكثرة الرواية إنما هو نور يضعه الله في القلوب كما قال الإمام مالك رحمه الله.
8- ليس فيهم من الصحابة ولا الأئمة والعلماء وأهل العلم في الدين أحد كما قال سيدنا ابن عباس، فسندهم في العلم مقطوع ولا شيخ لهم إلا هواهم.
9- الغرور والتعالي على العلماء، حتى زعموا أنهم أعلم من علي وابن عباس وسائر الصحابة، والتفوا على الأحداث الصغار الجهلة قليلي العلم من رؤوسهم.
10- الخلل في منهج الاستدلال، حيث أخذوا بآيات الوعيد وتركوا آياد الوعد، واستدلوا بالآيات الواردة في الكفار وجعلوها في المخالفين لهم من المسلمين كما قال فيهم ابن عمر رضى الله عنهما: "انطلقوا إلى آيات الكفار فجعلوها على المؤمنين".
11- الجهل بالسنة واقتصارهم على الاستدلال بالقرآن غالباً.
12- سرعة التقلب واختلاف الرأي وتغييره "عواطف بلا علم ولا فقه" لذلك يكثر تنازعهم وافتراقهم فيما بينهم، وكل فرقة منهم تبدع وتكفر الأخرى، وإذا اختلفوا تفاضلوا وتقاتلوا.
13- التعجل في إطلاق الأحكام والمواقف من المخالفين "سرعة إطلاق الحكم على المخالف بلا تثبت".
14- الحكم على ما في القلوب واتهامها باللوازم والظنون.
15- القوة والخشونة والجلد والجفاء والغلظة في الأحكام والتعامل وفي القتال والجدال.
16- قصر النظر وضيق التفطن وقلة الصبر، واستعجال النتائج.
17- يقتلون أهل الإسلام ويكفرونهم، ويدعون (يصالحون ويعاونون) الكفار أهل الأوثان كما جاء وصفهم في الحديث.
موقف المسلمين من الخوارج
المؤمنين السابقين لم يحكموا بكفر الخوارج وإن حكموا بضلالهم، وما قاتلهم سيدنا علي حتى بدأوا هم القتال، وروي أن علياً أوصى أصحابه بألا يقاتلوا الخوارج من بعده.
ذكر ابن عبد البر ، عن علي رضي الله عنه أنه سئل عن أهل النهر، أكفارٌ هم؟
قال: من الكفر فروا.
قيل: فمنافقون؟
قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا.
قيل: فما هم ؟
قال: هم قوم أصابتهم فتنة، فعموا فيها وصموا، وبغوا علينا، وقاتلونا فقاتلناهم.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا إسحاق الأزرق عن الأعمش عن بن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الخوارج كلاب النار". حديث صحيح رواه ابن ماجه في سننه.
قال الإمام المناوي: سمُّوا كلاب النار لظنهم السوء بالمسلمين.
قال الإمام المناوي: سمُّوا كلاب النار لظنهم السوء بالمسلمين.
في مسألة التكفير فإن المؤمنين الصادقين يتحوطوا أشد احتياط فمن قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما فإن لم يكن هو كافر وأنت أخطأت في الحكم عليه إذاً فقد ردت الكلمة عليك لذا الحذر من قول فلان كافر مهما بلغ ضلاله وهذه سمات الخوارج حتى تعرفهم وتحذرهم فتنجوا بنفسك وتحذر منهم لا حتى تقذف الناس بالكفر فلا أحد يعلم من يموت على الإيمان ومن يموت على الكفر ونحن لا نضمن الجنة لأنفسنا حتى نضمن النار لغيرنا، والعبرة بالخواتيم والله يحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون.
وهناك فِرَق من الخوارج حكم علماء المسلمين بكفرها وخروجها من الملة حيث أتوا بمبادئ تعد خروجاً على الإسلام ومنهم فرقة اليزيدية أتباع يزيد بن أنيسة الخارجي وكان إباضياً ثم ادعى أن الله سيبعث رسولاً من العجم ينسخ الشريعة الإسلامية، وكذلك فرقة الميمونية وهم أتباع ميمون العجردي وقد أباح نكاح بنات الأولاد وبنات أولاد الإخوة والأخوات وروي أن الميمونية أنكروا سورة يوسف ولم يعدوها من القرآن ومثل هذه المعتقدات تخرج صاحبها من الملة لذا كفَّرهم علماء المسلمين بلا ريب.
وعليك أن تعلم أنه حتى لو كان هناك فرقة مشابهة للخوارج أو فيها منهج الخوارج في زماننا هذا فذلك لا يعني أن كل فرد في تلك الفرقة هو خارجي بنسبة 100% فكثير من التكفيريين الجدد جهال ومتأثرون بأفلام العنف الأجنبية والفيديو جيم وتمويل المخابرات الأجنبية وغسيل المخ الذي تعرضوا له والحشيش الذي يتعاطوه.
والخوارج انقسموا إلى فرق ومذاهب بعضها مختلف فيما بينها بل وبعضها يتقاتل فيما بينها وبعضها متشابه وبعضها مختلف وبعضهم لم يخرج من دائرة المسلمين خروجاً كاملاً وبعضهم يعتبر فرق خارجة من الدين الإسلامي ومن يحكم في ذلك هم أهل العلم بعد إقامة الحجة عليهم ومناقشتهم ودعوتهم بالحق بحسب قواعد تكفير المُعَيَّن وذلك ليس من اختصاص العوام.
الرد على ضلالات الخوارج
أفضل من حاور الخوارج وجادلهم هو سيدنا عبد الله بن عباس في القرن الأول.
يُروى أن سيدنا عبد الله بن عباس لما وصل إليهم ليحاورهم رأى منهم جباهاً قرحة لطول السجود!
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: إنه لما اعتزلت الخوارج ودخلوا دارا وهم ستة آلاف ، وأجمعوا على أن يخرجوا على علي ابن ابي طالب، فكان لا يزال يجيء إنسان فيقول: يا أمير المؤمنين إن القوم خارجون عليك، فيقول علي: (دعوهم، فاني لا أقاتلهم حتى يقاتلوني، وسوف يفعلون).
فلما كان ذات يوم أتيته قبل صلاة الظهر فقلت له: (يا أمير المؤمنين ابرد بالصلاة ، لعلي أدخل على هؤلاء القوم فأكلمهم) ،
فقال : (إني أخاف عليك) ،
فقلت : (كلا) - وكنت رجلا حسن الخلق لا أؤذي أحدا - فأذن لي ، فلبست حلة من أحسن ما يكون من اليمن، وترجلت، فدخلت عليهم نصف النهار، فدخلت على قوم لم أر قط اشد منهم اجتهادا، جباههم قرحة من السجود وأيديهم كأنها ثفن الإبل، وعليهم قمص مرحضة، مشمرين، مسهمة وجوههم من السهر ، فسلمت عليهم، فقالوا : مرحبا بابن عباس ، ما جاء بك ؟
فقلت : (أتيتكم من عند المهاجرين والأنصار، ومن عند صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليهم نزل القرآن، وهم أعلم بتأويله منكم) ،
فقالت طائفة منهم : لا تخاصموا قريشا فان الله عز وجل يقول : {بل هم قوم خصمون} ، فقال إثنان أو ثلاثه لنكلمنه،
فقلت : ( هاتوا ما نقمتم على صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار، وعليهم نزل وليس فيكم منهم أحد، وهم اعلم بتأويله ) ،
قالوا : ثلاثا ،
قلت : ( هاتوا ) ،
قالوا : أما أحداهن فانه حكم الرجال في أمر الله ، وقد قال الله عز وجل : { إن الحكم إلا لله } فما شأن الرجال والحكم بعد قول الله عز وجل ؟
فقلت : ( هذه واحدة ، وماذا ؟ )
قالوا : وأما الثانية ، فانه قاتل وقتل ولم يسب ولم يغنم ، فإن كانوا مؤمنين فلم حل لنا قتالهم ولم يحل لنا سبيهم ؟ ، قلت : ( وما الثالثة؟) ،
قالوا : فإنه محا عن نفسه أمير المؤمنين ، فإنه إن لم يكن أمير المؤمنين فإنه لأمير الكافرين ) ،
قلت : ( هل عندكم غير هذا ؟ )
قلت لهم : ( أما قولكم حكم الرجال في أمر الله ، أنا أقرأ عليكم في كتاب الله ما ينقض هذا ، فإذا نقض قولكم أترجعون ؟ ) ،
قالوا : نعم ،
قلت : ( فان الله قد صير من حكمه إلى الرجال في ربع درهم ثمن أرنب - وتلى هذه الآية : { لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم و من قتله منكم متعمداً فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم . . إلى آخر الآية } ، وفي المرأة وزوجها { وأن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها . . . إلى آخر الآية } - فناشدتكم بالله هل تعلمون حكم الرجال في إصلاح ذات بينهم وفي حقن دماءهم أفضل أم حكمهم في أرنب وبضع امرأة ، فأيهما ترون أفضل ؟ ) ،
قالوا : بل هذه ،
قلت : ( خرجت من هذه ؟ ) ،
قالوا : نعم ،
قلت : ( وأما قولكم قاتل ولم يسب ولم يغنم ، فتسبون أمكم عائشة رضي الله تعالى عنها ؟! فوالله لئن قلتم لنسبينها ونستحل منها ما نستحل من غيرها لقد خرجتم من الإسلام ، فأنتم بين ضلالتين ، لأن الله عز وجل قال : { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم } ، أخرجت من هذه ؟ ) ،
قالوا : نعم ،
قلت : ( وأما قولكم محا عن نفسه أمير المؤمنين ، فأنا آتيكم بمن ترضون ، أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية صالح المشركين أبا سفيان بن حرب وسهيل بن عمرو ، فقال لعلي رضي الله عنه : (( أكتب لهم كتابا )) ، فكتب لهم علي : هذا ما اصطلح عليه محمد رسول الله ، فقال المشركون : والله ما نعلم انك رسول الله ، لو نعلم انك رسول الله ما قاتلناك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم : (( انك تعلم أني رسول الله ، امح يا علي ، اكتب هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله )) ، فوالله لرسول الله خير من علي، وقد محا نفسه ) ،
فرجع منهم ألفان . . . وخرج سائرهم فقتلوا.
قالوا : كفانا هذا ،
الشرح: أي أن الخوارج خرجوا على سيدنا علي لثلاثة أسباب قالوها لسيدنا عبد الله بن عباس فالأول : أنه رضي بالتحكيم بينه وبين معاوية وهو حكم الرجال وليس حكم الله (كما زعموا) والثاني أن سيدنا علي لما قاتل سيدنا معاوية فإنه لم يسبي أنصار معاوية ولم يأخذ منهم غنائم، والثالثة لأن سيدنا علي نفى عن نفسه أن يكون أميراً للمؤمنين حتى تتوقف الفتنة والقتال بين الصحابة فهم قالوا إن لم يكن أميراً للمؤمنين فهو أمير للكافرين !!
فكان رد سيدنا ابن عباس عليهم في الأولى: أن الله حكم الرجال في قتل المحرم للصيد وفي الصلح بين المرأة وزوجها وذكر أدلة ذلك من القرآن، وفي الثانية: أن السيدة عائشة كانت مع معاوية فكيف تبيحون سبي زوجة رسول الله وصاحبته وأخذ المغانم منهم وهم مسلمون لكن حدثت الفتنة بين الطائفتين ولا ينتفي الإيمان عن إحداهما وقال تعالى : "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا" أي كلا الطائفتين مؤمنتان، و كان الرد عليهم في الثالثة أن النبي محا كلمة رسول الله يوم صلح الحديبية فالنبي فعل ذلك وهو خير من علي.
الرد على الخوارج في قضية التحكيم
أما قولهم في قوله تعالى :
( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) أنه هو الكفر الأكبر المخرج من الملة فيقول أهل العلم كفر دون كفر و هو كفر لا يخرج من الملة.
روى الحاكم في المستدرك (2/343) والبيهقي في سننه الكبرى (8/20) وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة ، عن هشام بن حجير، عن طاوس، عن ابن عباس أنه قال: إنه ليس بالكفر الذي يذهبون (أي الخوارج) إليه، إنه ليس كفرا ينقل عن الملة (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) كفر دون كفر.
وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي: صحيح.
سئل سيدنا ابن عباس في قوله : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) قال: هي كبيرة.
قال ابن طاووس: وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله.
وروي عن عطاء أنه قال: كفر دون كفر. اهـ
ويقول ابن تيمية: وإذا كان من قول السلف: إن الإنسان يكون فيه إيمان ونفاق، فكذلك في قولهم: إنه يكون فيه إيمان وكفر، ليس هو الكفر الذي ينقل عن الملة، كما قال ابن عباس وأصحابه في قوله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ الله فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [40] قالوا: كفروا كفرا لا ينقل عن الملة، وقد اتبعهم على ذلك أحمد بن حنبل وغيره من أئمة السنة.
وقال الإمام أحمد بن حنبل: "كفر لا ينقل عن الملة؛ مثل الإيمان بعضه دون بعض، فكذلك الكفر، حتى يجيء من ذلك أمر لا يختلف فيه".
والكفر لغة هو الستر والتغطية والإخفاء، و العرب يسمون الليل كافراً لأنه يستر الأشياء بظلامه.
والكفر في الشرع هو تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم في شئ مما جاء به من ربه، أو جحود شئ مما يصير به الكافر مؤمناً.
و الكفر عند أهل السنة درجات فهناك كفر أكبر وهو الذي يخرج صاحبه من دائرة الإسلام وعليه يعامل معاملة الكفار إذا مات فلا يغسل ولا يكفن ولا يصلي عليه المسلمين، وهناك كفر أصغر وهو الكفر في شئ من العمل، وهناك نفاق أكبر وهو نفاق المعتقد وإظهار الإيمان وإبطان الكفر، وهناك نفاق أصغر وهو أن تظهر غير ما بداخلك، وهناك شرك أكبر وهو الشرك بالله وعدم إفراده بالربوبية، وهناك شرك أصغر في الكلام أو المعتقد وهو الذي يحبط العمل ويضيع الأجر، أي أن يعمل الرجل بعمل الآخرة لينال حظاً من حظوظ الدنيا، وهناك الشرك الخفي المعروف بالرياء، وهناك شرك المحبة وهو إذا وصل الحب لشخص أو شئ أكبر من الله، و هناك كفر النعمة وهو جحود النعمة وعدم شكرها، وهناك كفر العشير وهو جحود المرأة بزوجها وذكر مساوئه وإنكار حسناته و للكفر أنواع كثيرة عند أهل السنة والجماعة فلديهم تفصيل ومنطق ليس من هواهم بل بحسب ما جاء في الأدلة النقلية من القرآن والسنة.
أما من قال أن القصد في الآية الكريمة، كفر أكبر يخرج من الملة فهم قرون الخوارج منذ نشأتهم وحتى يخرج آخرهم مع المسيح الدجال، لأنهم لا فقه لهم ولا علم فلا يفرقون بين مصطلحات النصوص وينزلونها كلها مرتبة واحدة وفهماً واحداً سقيماً.
و نختم بحديث نبينا عن صفة المسلم فيقول صلى الله عليه و سلم:
"من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله و ذمة رسوله فلا تخفروا الله في ذمته".
حديث صحيح رواه الإمام البخاري وغيره.
والله الهادى ...
والحمدلله رب العالمين ...
مصادر:
كتاب تلبيس إبليس للإمام أبو الحافظ ابن الجوزي.
كتاب تاريخ المذاهب الإسلامية للدكتور محمد أبو زهرة.
من المثير أن كل المقاييس التي تم ذكرها أو جلها على اﻷقل تنطبق على الفرقة الوهابية .
ردحذفكل ده متفق مع ابناء التحرير للاسف والدعاة الدينيين بالتحرير امثال مظهر شاهين ... وكذلك الشيخ القرضاوي
ردحذفمن المثير أن كل المقاييس التي تم ذكرها أو جلها على اﻷقل تنطبق على الفرقة الوهابية .
ردحذف7
77
7
7
أحسنت
و أيضا تنطبق على جماعة الإخوان المتأسلمين و ما تفرع منها من جماعات إرهابية
ردحذفنسأل الله العفو و العافية
لاحول ولاقوة الابالله.
ردحذفهؤلاء هم الاخوان المفسدون والشيعه النجسون
ردحذفموضوع رائع لأكن عندي بضع نقاط احاوركم بهم
ردحذفالاولى أنكم في البداية وصفتوهم بأنهم من خرجو في جيش على كرم الله وجهه ورضي الله عنه بل هم من خرجو بالأصل عن على وعن معاوية رضي الله عنهم أعلم انكم تعلمون ولكنكم لم تبدأو بهذا التعبير فوجب التنويه الى ترتيب الأحداث لكي لا يفهم خطأ
ثانيا الشيخ إبن تيميه هو من على نهج الامام إبن حنبل وليس العكس فقولكم "وقد اتبعهم على ذلك أحمد بن حنبل وغيره من أئمة السنة." بل وجب أن يتبع الشيخ إبن تيمية الإمام إبن حنبل ... وأتوقع انكم تعلمون ولكن قد يكون خطأ في كتابة النص
وثالثا وأخيرا في البداية كان الحديث عن الشيعه وأتوقع انه رأي الكاتب وهنا أعارض مبدأ أن من السنه من قد يكون شيعيا وهو لا يعلم !!!
لا يصح هذا يا أخي أي لا يصح أن تشكك وتضع العقيدة والمنهج في وضع الشك فالفرق بين السنه والشيعه أكبر من فقط سب الصحابة وأمهات المؤمنين وأهل الرسول صلى الله عليه وسلم أي لا يصح أن تقول من فعل هذا يكون من الشيعه فمن السنه من هو ضال وكذا الحال من الشيعه فالحكم في هذه لله فهو أعلم بما في الصدور
نعم التطاول على أهل البيت والصحابه من بعدهم لهو إثم عظيم يحاسب أشد حساب من فعلها لكن لا يجب أن نكفرهم ونحل دمائهم لأننا بذالك أيضا نخرج عن السنة الصحيحه ونكفر من يرتكب الكبيرة
والله أعلم
أنهم من خرجو في جيش على رضي الله عنه ... صح
حذفهم أصلا من اتباع على و كانوا ضد معاوية و مع على
أصلا على كان بيحارب ضد معاوية
ثم اختلفوا مع على و خرجوا عليه و بهذا اصبحوا ضد علي و معاوية
انا اري ان الاخوان المسلمين هم خوارج هذا العصر وانا والله اعلم ان خروج المسيح الدجال قد اقترب والله اعلي واعلم
ردحذفاللهم نجنا واقبض روحنا إليك غير مفتونين ولا فاتنين .
ردحذفكل ذالك ينطبق علي الاخوان
ردحذفكل من يتكلم باسم الدين وهو يعتبر نفسة العالم والمتحدث باسم الرب وهو يلبس عمائم صهيونية ولة لحى امريكية فهم خوارج واهدافهم تخريب المجتمعات الاسلامية وزرع الفتن
ردحذفنحن مسلمون وفقط٫على هذا تركنا الرسول صلى الله عليه وسلم٫وكل ما هو غير ذلك فهو فرقة وتفرقة للمسلمين
ردحذفقال الله تعالى . تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ. صدق الله العظيم
ردحذفنخن اليوم نريد توحيد الامة وليس تفريقها يكفي عدونا الصهيوني المسوني الذي فرق الامة وانتم عن هذا غافلون .
تفسير قوله تعالى: (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ .
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)
(فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)
مصيبة المسلمين في هذا الزمان كل جماعة تخرج الجماعة الاخرى من الاسلام وكأني بالاسلام بطاقة في ايديهم يرفعها كل طرف ضد من يخلفه الراي ونسي الكل انه من قال لمسلم انت كافر (أي خارج من الملة) لابد ان بكون احدهم خرج من الملة فعلا نسأل الله العفو والعافية في الدين والاهل والبدن ولاحول ولاقوة الا بالله
ردحذفهل الاْخوان تدخل تحت بند الخوااارج واْيضا السلفييين
ردحذفكل من اتصف بسمات الخوارج فهو منهم .. فضيلة الشيخ علي جمعة وغيره قالوا أن الإخوان خوارج العصر .. فمن اتصف منهم وآمن بسمات الخوارج فهو منهم .. والله أعلم.
حذفهل الاخوان والسلفيين والجماعات الاسلامية التى تقاااتل المسلميين الان من الخواارج
ردحذفجميعهم فرق ضالة تتمسح فى الشعارات الدينية .ز وبنباهون بتقير الثياب وتربية اللحية .. وعلامة الصلاة فى جباههم ..وعندما تجادله او تناقشه فى شىء ..تجد المعدن الاصلى قد ظهر لك ..الا وهو ..الجهل والغلظة فى القول..لمجرد انك تحدثت بحدسث يخالف قول شيخه .؟؟ وان لم تكن معه فى فكره وجهله فانت عليه .. وتكون النتيجة .. انك لبرالى ..علمانى ..كافر ..اليست هذه طبيعة كل من يدعى انه سلفى ....وجميعهم تربى فى احضان الخوارج ....وانا لله وانا اليه راجعون ...
ردحذف