فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ". الله تعالى نهى آدم من الأكل من الشجرة اختباراً له وتكليفاً لكن تحت آثار وسوسة ابليس نسي آدم هذا النهي فأكل من الشجرة ناسياً، فخرج من الجنة وكتب الله عليه وذريته الشقاء في الأرض بالعمل والكد لطلب الرزق والكفاف بينما كان الرزق متوفر في الجنة، هذا ما يخبرنا به القرآن الكريم في آيات كثيرة.
لكن عبدة الشيطان وأعوانه لهم تفسير آخر لما حدث أوحى به ابليس إليهم، فهم يقولون أن الإله سجن آدم في الجنة وأن ابليس أراد الخير لآدم وذريته وأراد أن يعطيهم سر الخلود والألوهية، فلذلك قال له أن يأكل من الشجرة التي بها سر الخلود والملك والجاه، تلك الشجرة مقدسة في العقائد الباطنية، حيث أنها رمز للخلود والعلم، وتسمى بشجرة الكابالا أو شجرة المعرفة، ويشيرون إلى الثمرة التي أكل منها آدم بالتفاحة رغم أن القرآن لم يذكر أنها كانت شجرة تفاح. ويقولون بأن الإنسان إذا استزاد من الأكل من الشجرة فإنه ينال سر العلوم والمعارف ويكون متنوراً ويكون إلهاً ويخلد بلا موت. وأن سر الألوهية هو العلم والاستزادة من الأكل من شجرة المعرفة. ويقولون بأن حواء هي التي أكلت من الشجرة أولاً وأنها أعطت منها آدم لذلك يقدسون المرأة ويعتبرونها رمزاً للحرية والتمرد. وأن ابليس لما فعل ذلك خرج من الجنة وأصبح ملاك ساقط يسمونه لوسيفر أي المتنور أو صاحب شعلة النور أو شعلة النار وأنه هو الإله الحقيقي وأنه إله الخير في مقابلة إله الشر يهوه أو يهوذا Jehovah. وتسمى هذه الفلسفة اللوسيفرية Luciferian philosophy. ويؤمن بها الماسون والصهاينة وعبدة الشيطان والمتنورين والثيوصوفيين وكل العقائد الباطنية.
وتلك الشجرة الكابالية معارفها عبارة عن سحر وتعاويذ وتمتمات شيطانية فكلما مارس الإنسان السحر ازداد قرباً من عالم ابليس وابتعد عن الإيمان بالله لأن السحر لابد أن يحتوي على عقائد كفرية وتدنيس للمقدسات الدينية، لذلك حد الساحر في الإسلام قطع الرقبة. وكتب الكابالا من العقائد الدينية الأساسية المعتمدة عند اليهود.
إبليس يدرك تماماً أن الله واحد و هو يعلم تماماً بوجود الله وكذلك يؤمن تماماً بدخوله جهنم في النهاية ولكنه مستكبر ومتمرد ورافض لأن يخدم آدم ويطيع الله في أوامره، لذا قرر غواية آدم وإفشال مهمته، فكل معصية على الأرض يكون أساسها التمرد والكبر. لذلك يتخذ عبدة الشيطان من إبليس رمزاً للتمرد والحرية والتحرر والثورية والرفض والعصيان والغضب والشذوذ وهكذا فهذه طرق إبليس. وإبليس هو أول متمرد متبع لهذه الطرق التي تخالف سنن الله في الكون. لذلك هم يقدسوه ويعبدوه باتباع طريقته وخدمته والانضمام لحزبه.
و يتخذون من هذه الصورة: بافوميت رمزاً لإبليس ويقولون عليه الملاك الساقط ولكن لا يوجد شئ اسمه الملاك الساقط. فالملائكة لا يعصون الله ما أمرهم وهم مسيرين لا يختارون ولا يمكنهم معصية الله أبداً وهم من نور وإبليس من نار فهو ليس ملاك ساقط بل هو شيطان رجيم حاقد على آدم وذريته وكاره لهم.
و إبليس لم يرد أن يدخل النار وحده بل أراد أن تكون مهمته هي إغواء بني آدم ذلك المخلوق الذي يحقد عليه إبليس لتفضيل الله له فمهمة إبليس هي أن يتبعه بني آدم ويغويهم عن عبادة الله ويضلهم ويفشلهم في حمل الأمانة فلا يقومون بأدائها، فيدخلون جهنم معه، ويعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً.
إن كل متبع لإبليس هو ظالم لنفسه كما ظلم الشيطان نفسه من قبل وهو يعلم ذلك جيداً.
يمكننا القول أن هناك حزب الله وهناك حزب الشيطان كما قال الله عز وجل. حزب الله هم الفائزون هم كل مسلم خاضع لأمر الله متبع لأوامره ومجتنب نواهيه، مصلح في الأرض معمر فيها يمشي في الأرض هوناً رحيم بمخلوقات الله جميعاً، خاضع لجبروت الله وقدرته مصدق بأوامره ومطيع له لا يرفض شريعة الله ولا يتبع هواه ولا يتكبر على شرع الله وأمره ويكفر بعبادة الطاغوت ويؤمن بوحدانية الله وعظمته وقدرته وحده لا شريك له.
وحزب الشيطان يشمل كل من استكبر وكفر وتمرد على شريعة الله ولم يرضى بتحكيم الله وكتابه وشريعته وأمره ونهيه فاتبع هواه واتبع الشيطان في نهجه واتبع طريق التمرد والشذوذ والغضب والفواحش والفجر والسيئات والخروج عن السنن المعروفة لله في الكون في كل خلقه فمارس الرذيلة وعبد الشيطان وسلك طريق السحر والشعوذة والدجل وكلها طرق الشيطان .
(( كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين ))
ردحذفصدق الله العظيم ..
مقال جيد جداً نشكركم عليه
ردحذفولكني لم أجد فيه مايتحدث عن الماسونية أو الصهيونية
على العموم استفدنا من قراءته وأتمنى أن نجد مقالاً آخر يصف لنا الماسونية ويوضحها