استيعاب الحرب المعلوماتية العالمية بالقرن الواحد والعشرين: لحماية عالمك الخاص.
تقرير خاص لـ Color Revolutions and Geopolitics
تأليف
"إريك بوتينجر" Eric Pottenger
و"جيف فريزن" Jeff Friesen
بتاريخ 24 يناير/كانون الثانى عام 2012 .
تمّت
الترجمة بمعامل X-Man
مراجعة:
ثورات وحقائق سرية.
يمكنك تحميل الترجمة PDF من الرابط:
http://www.mediafire.com/view/x1aqrz71mmmsve5/كيف_تنجوا_من_ثورة_ملونة؟؟.pdf
يمكنك تحميل الترجمة PDF من الرابط:
http://www.mediafire.com/view/x1aqrz71mmmsve5/كيف_تنجوا_من_ثورة_ملونة؟؟.pdf
المقال
الأصلي:
ملحوظة من المؤلف: المقال التّالي مُعَدّ بأسلوب (الخطاب المفتوح) الموجّه
إلى قادة وصنّاع السياسات للدول والأمم المستهدف تغيير أنظمتها من قبَل الغرب.
حاول
أن تتخيّل عالمًا حيث يكون الإرشاد الثقافي وسمات المستقبل تُصنع على نطاق واسع محلياً لا خارجياً. حاول أن تتخيّل شباب
بلادك – الذين هم رمز الأصالة والحماس والوعي السياسي – يرسمون طريقًا جديدًا
للمفاهيم القوميّة استناداً على غرائز مقدمة إليهم من الداخل وليس من الخارج.
بالطبع
كلّنا نعرف أن حكومات الغرب تأمل فى قلب الخطط السياسيّة الطموحة للدول والكيانات
المنافسة لكي تحافظ على هيمنتها العالمية وتحبط التوزيع المتكافئ للقوى على الصعيد
الدولي.
وبالرغم
من أنّ هناك مستويات عدّة للاستكشاف والفهم، وطرق مختلفة لمكافحة هذا الخطر،
فالإيجاز هنا يتطلّب أن يقدّم التحليل التالي مجرّد حل مختصر بأبسط المصطلحات،
بمعنى: أن نوجد آفاق لعالم حيث يتم استبدال الخوف من الشباب والأفكار الجديدة
بتبني الاحتمالات، تلك الاحتمالات التي يجب لهؤلاء الشباب تجسيدها بحق.
والفرضية
هنا أنّه غير صحيح على الإطلاق (وكارثي) اعتقاد أن يكون المعارضون من كل دولكم "عملاء
واعيين" للغرب أو فاسدين إلى حد كبير أو غير وطنيّين – ونقصد هنا جنود الشباب
المحليين المدعومين من الغرب بأجندات سياسية –
الخصائص
المحدِّدة لنموذج المعارضين المموّلين من الغرب أنهم من الشباب، وعديمي
الخبرة والفطنة، ومستواهم التعليمي مرتفع نسبيًا، ولديهم طموح شخصي، ومطلعين على الوسائط
الإعلامية والتكنولوجية، ويميلون بشدّة إلى التمرّد على الأوضاع الراهنة (اعتقادهم عدم جدوى الثقافة الاجتماعية والسياسية الراهنة).
بكلماتٍ
أخرى، إذا لم يكن هناك تمويل أجنبي ولا تدريب فني ولم تكن هناك مطامع أو أغراض
للغرب وراء هذه الأحداث، لكانت ثورة هؤلاء المتظاهرين موجهة ومستوعبة من الثقافة
الاجتماعية والسياسيّة المحلية، بل ولساعدت في إثراء هذه الثقافة بخصائص تحتاجها
كل حضارة عظيمة كـ التفكير الذاتي والسخرية والضحك والفن واللامبالاة والسمو، شئ
يتعدى مجرد الثبات على الذات.
و لكن
هذه الحركات "لسوء الحظ" لا تشكل مخاطر منعزلة لدولة محددة، بل إنّهم
يهددون الأمن الدولي. يستخدم الغرب الآن كلاً من الأزمات الإنسانية، والثورات الاجتماعيّة
المزيّفة كجزء من خطته الإستراتيجيّة. وهذا يجعل من الحركات السياسية المحلية أسلحة
محتملة لصالح القوى الخارجيّة. وكما قال "ألان واينشتاين" (الرئيس
الأوّل لصندوق الوقف الديمقراطي نيد NED) :
"كثير مما يفعله صندوق الدعم الديمقراطي اليوم كانت تقوم به المخابرات
الأمريكية CIA بسرية من خمس وعشرين سنة".
وهذا
يوصلنا إلى التحدّي الرئيسي: كيف ننشىء استراتيجية فعالة للدفاع عن النفس. الخدعة
تكمن في توفير حلاً لا يغذي المزيد من النزاعات أو الاضطرابات؛ فالقهر يزرع
الخلاف. ولكل حركة معارضة تقنيّين يقومون باستخدام أساليب بسيطة وأدوات خرقاء ولكنّها
تجعل السلطات النظاميّة يردّون عليهم بطرق مقولبة قسرية، فيستمد هؤلاء النشطاء
قوّتهم من ذلك الرد الرادع ولا يضعفوا. في النهاية يكون ذلك الرد الرادع بمثابة
وصفة سحرية للهزيمة. وإذا كان ذلك الرد القهري واجبًا أو لابد منه، فيجب أن يتم بقدر من
التوازن.
من
الأفضل لنا أن نتعلم كيف تُدار اللعبة الإمبرياليّة الآن، فساحة
المعركة في وقتنا هذا أصبحت المجال المعلوماتي والمجال النفسي. فالحرب الآن أصبحت في المقام الأول حرب إعلامية أكثر من أي وقتٍ مضى على
مدار التاريخ. وسبب أنّ الولايات
المتّحدة الأمريكية –على وجه الخصوص– أصبحت ذات تأثير بالغ فى هذا النوع من الحروب
يرجع إلى أنّ الهيكل الكلّي للمجتمع الأمريكىّ قائم على أساس "الترويج
والاستهلاك" كوسيلة للثراء والسلطة. ففي الولايات المتّحدة نجد أن صناعة
الدعايا والإعلان والتسويق قد تم مزجها بسهولة في النماذج التنفيذية للسياسيّة
الخارجية. هناك فرق بسيط بين التسويق لمنتج كـ "كوكاكولا" والترويج
لمبادرة سياسية خارجية ما، فالشركات تبيع بضائعها عن طريق حملات إعلانيّة وتسويقيّة،
والحكومات أيضًا تسوّق لسياساتها عن طريق عديد من تقنيات التحكّم في المعلومات والتحكّم
أيضًا فى نشرها وتسويقها.
مثلما
تسوّق الشركات لمنتجاتها، فإنّ الدعايا تكون مؤثرة في المقام الأول من خلال رسالة
عاطفية لا تحليل انتقادي. والغرض هو تعزيز سلوك معين، سواء كانت النتيجة ستكون
تعزيز شراء بنطلون جينز أزرق، أو دعم مبادرة اجتماعيّة أو الدعوة إلى ادراج المرء
بين كتيبة من المتظاهرين، كل منهم تم جره إلى الشوارع طوعاً لإضعاف أركان حكومة ما.
أحد
التقنيات المتبعة التي يتبناها مروّج الأفكار أو أخصائي الدعايا أو المسوق (الموظف
للإطاحة بحاكم غير مرغوب به بالنسبة
للغرب) هي نفس الطريقة التى تتّبَع فى عالم الشركات والتسويق والإعلان، وهي: "العلامات
التجارية"، ففي الأساس يقوم المروّج بطرح ما يدعم العلامة التجارية
لحركة معارضة بينما يقوم في نفس الوقت بطرح ما يُضعف العلامة التجارية
الخاصة بالنظام الحاكم المستهدف (التسويق لبضاعة مقابل إضعاف بضاعة أخرى ليس
لمصالح الثراء والبيع للسلع الاستهلاكية بل للمصالح السياسية).
كل
التفاصيل الحرجة أو الدقيقة يتم استبعادها من الحملة الإعلاميّة للمروّج، ويتبقّى
فقط تلك الأحداث أو اللقطات التى تمس الجانب ذو التأثير النفسي أو العاطفي للعلامة
التجارية (كتعدّى الشرطة على متظاهر بالضرب، أو سحل آخر و تعذيبه). نادرًا ما
سيتناول المروّج القضيّة بشىء من الموضوعيّة أو يتحدّث عن مشكلة مجتمعية أو حلولٍ
ملموسة، ولكنّه سيروّج في المقابل للقضايا بمصطلحات عاطفية فضفاضة. فحركة المعارضة يتم الترويج لها بشعارات مثل (المرح أو
التمرّد أو الثوريّة، إلخ...) بينما تكون المشاكل لمجتمع كامل غير محدّدة، ومختزلة فقط في مصطلحات (الفساد، الطمع، حب السلطة، الديكتاتورية)، والهدف من ذلك إرسال هذه الرسالة ببساطة وباستمرار لتجعل الرأي العام يؤمنون أنّ
هذه هي الحقيقة.
يقول إيفان ماروفتش
(المؤسّس المساعد لحركة أوتبور الصربيّة، وخبير دولي بمجال إسقاط الأنظمة
الحاكمة): "أنا أكره السياسة، إنّها مقرفة ومملّة، وليست ممتعة. الناس
العاديّون يكرهون السياسة، ولكنّك تحتاج إلى أناسٍ عاديّين لتحدث تغييراً، ولتحقيق
ذلك عليك أن تجعل السياسة شيئاً مثيرا وجذابا ومرحا، وتحوّل الثورة إلى موضة".
هذا
المنطق التسويقي لدى الغرب يعمل بنفس الطريقة لإقناع شعوبهم بشرعية التدخّل السافر
لدولتهم في الشئون الداخليّة لدولةٍ أخرى وفق أهداف السياسة الخارجية. وعلى سبيل المثال،
رئيس بلاروسيا الأسبق "ألكساندر لوكشنكو" معروف لدى شعوب الغرب كــ "آخر
دكتاتور بأوروبّا" وهذا هو الشعار المميز له في الغرب، وهذا الشعار تمت
صناعته لتمهيد الجمهور الغربي لتقبل عزله المفاجئ عن السلطة. وكذلك معمّر القذّافي
في ليبيا ظلت مزاعم تبنيه الفساد ورعاية الإرهاب تلاحق صورة القذافي لسنوات عدّة، حتى
أصبحت حقيقة استطاعت تمكين حلف شمال الأطلسي (الناتو) ليس فقط من إسقاط القذافي الغير
قانوني بل وقتله، حيث ينبغي أن يُنظر لذلك بأنه أمر عادي غير مفاجئ. فقد تمّ
التسويق لهذا المصير سلفًا وتم بالفعل تهيأة المجتمع الغربي للتفاعل مع الحدث دون
تدقيق لهذا الانتهاك الصارخ للعدالة الدولية. بل كان مقتل القذّافى بالنسبة للغالبية من الشعوب الغربية بمثابة
"انتصار للشعب".
الحل
الوحيد لإنشاء خط دفاع ضد هذه التقنيات التسويقيّة القوية، هو منافستها وتحدّيها
بالمِثل.
لا
ينبغي أبداً تقييد الإعلام المعارض أو حظره، بل يتعيّن على الحكومات تقديم إعلام
محلّي وتزويده بالأدوات المطلوبة للقيام بهجوم مضاد فعّال. يجب أن ترعى الحكومات
وسائط إعلاميّة أحدث وأفضل، يجب أن يغرقوها بالدعم المادي، ويروجوا لها ثقافيًا
واجتماعيًا، ويجب عليهم أن يقوموا بتنمية المبادرات التعليميّة التي تطوّرها. ويجب
أن يجعلوا الوسائط الإعلامية أكثر متعةً وترفيهًا وإثارة، وأن يمزجوها بالموضوعيّة
والنقد البنّاء.
ينبغي
أن يُستخدم الإعلام لتفكيك السلعة التي يبيعها الغرب، ويجب أن ينجح في تقديم سلعة
بديلة.
الفكرة
هنا تكمن في توظيف الشباب بدلاً من القبض عليهم. وتوظيف مسؤولين في الحكومة ذوي مصداقية،
يمكنهم استغلال الطاقات الشبابية العنفوانية.
إنّ
تنمية الوعي القومي وحب الوطن لدى الشباب لن يكون فعالاً أبداً بالتغاضي عن
تصرّفات الحكومة والركوع أمام قراراتها. بل الطريقة الأهم والأمثل لاستغلال الشباب
في تقرير مصير وطنهم أن يصبحوا جزء من الهيكل الداخلي للسلطة، وإلا سيُترك هؤلاء
الشباب للتيهة والتشويش وسيكونوا عرضة للوقوع في الشباك القادمة من الغرب.
الإعلام
المستقل أيضًا يمكنه أن يساعد، على المستويين المحلي والعالمي.
فمن
خلال العدسة الناقدة للإعلام الغربي المستقل، فإن النظرة الحالمة للحياة في الغرب
التي تُباع بخدع الدعايا، يمكن الطعن فيها
بطرق مشروعة. المصداقيّة ضرورية في هذه الحالة. فإن هذه الانطباعات الحالمة للحياة
في الغرب، إذا تم انتقادها بواسطة الحكومة المحلية سيمكن بسهولة وصفها بالشائعات
المغرضة. بينما إذا صدرت نفس المعلومات من إعلام غربي مستقل، فإن الانطباعات ستكون
أن المعلومات شيقة وغنية. وهذه الأصوات المستقلة كثيرة في الغرب، ولكن الصعوبة تكمن
في العثور على هؤلاء المستقلّين الغربيين والانتفاع بهم.
كيف ينظر
إلى دولكم في الغرب؟ ما عليك معرفته أنّ الجماهير بالغرب (وبأميركا بصفة خاصّة)
لا يسمعون بوجود دولةٍ ما ومشاكلها الداخليّة إلا عندما تُستهدف تلك الدولة
للعدوان عليها علناً، وعلى الرغم من أنّ نسبة صغيرة من الجماهير الغربية بتلك
البلاد يمكنهم في يوم ما رؤية ظلم ذلك العدوان، ولكن بحلول ذلك الوقت يكون قد فات
الأوان.
هذه
السياسات والدوافع الخفيّة التي تقف خلفها، يمكن التكهّن بها واستباقها من
الحوارات الدائرة بالوسائط الإعلاميّة الغربية.
المنطق
هنا يحتم على واضعي السياسات والزعماء المحليين في كل دول العالم إدراك أهمية العثور
على الأصوات الإعلامية الغربية المستقلة وتقويتها، وتوسيع التواصل معهم؛ بعبارة
أخرى مساعدة الصحفيين الغربيين على استخدام برامجهم الأكثر فعالية لتقديم رؤية أكثر اتزاناً عن بلادكم، وعليكم
ضمان أن يكون المسئولين فى الدولة والدارسين متاحين للحوار مع هؤلاء الصحفيّين والإعلاميّين
كمصادر للمعلومات، وتشجيع المؤتمرات الحساسة والتبادلات الثقافية.
أي
مساعدة الأصوات الأجنبية المستقلة لتغييرالصورة التي يتم تسويقها لبلادكم في
الغرب.
روسيا
قدّمت مثالا يُحتذى به ببث الشبكة الإعلامية الانجليزية "روسيا اليوم" ،
فهي تقدم منبر إعلامي رفيع المستوى للمحلّلين الغربيّين. وأصبحت "روسيا
اليوم" تقدّم انتقادات خطيرة للسياسة الغربية مع القدرة على تحدي وإفشال
الحملات الدعائية التي يقدمها صندوق الوقف الديمقراطي نيد NED
والمخابرات الأمريكية CIA.
ومن
خلال هذه المساهمة أصبحت "روسيا اليوم" فى العديد من الدوائر ذات رؤيا
إعلاميّة متقدّمة بل على القمة في الغرب، وبالإضافة إلى ذلك ينبغى الآن على
الحكومات الغربيّة -حتى التي ليست مستهدفة- مكافحة الإخبارات الإعلامية المدمرة،
حتى في المناطق التي عمل عليها المسوقين الغربيين قبل ذلك.
الخلاصة
هنا أنّ العالم الآن حيث تسوده الحرب الإعلاميّة والمعلوماتيّة، فإن جوهر حماية
السيادة الوطنية يكمن في التغيير. ليس تغيير القيم بالضرورة، بل تغيير المواقف ووجهات
النظر، ومن شأن السياسة الحكيمة تبني هذا التغيير واحتضانه.
لماذا
لا نقود النضال من ساحات المعارك التقليدية إلى عالم الإعلام -التلفاز ومحطات
الراديو والكتب والبلوجرز والمنشورات البحثية؟
لماذا
لا نأخذ المعركة إلى الساحة المؤثرة؟
مقال روعة بجد . مشكورين واصلوا :D .
ردحذفتقرير رائع ويشرح ما يحدث فعليا علي الساحة العالمية من يملك اصواتا اعلامية ذات انتشار واسع يملك السيطرة علي الكثير من العقول والثروات
ردحذفبارك الله فيك
ردحذفالله يبارك فيك يا صديقى
ردحذفجميل جدا الله يبارك فيكم
ردحذفللاسف اغلب القنوات الاعلامية الحكومية ينقصها الدعم المادي والمهني ولاتستطيع جذب المشاهد والقارئ على حد سواء فتركت الساحة مفتوحة على مصراعيها للاعلام المضاد الذي لعب دورا كبيرا في تشويه الراي العام وتغييره في اتجاهات مختلفة
ردحذفمقال اجمل من رائع
ردحذفمقال روعة
ردحذف