Banner 468

الأحد، 23 أكتوبر 2011

التمثيل بالقذافي خطر على صورة الإسلام حول العالم

القذافي .. مثله مثل أي إنسان يخطئ و يصيب و إن كانت الصيغة ينبغي أن تكون كان لأنه الآن في عالم آخر بين يدي ربه لا يطلع عليه منا أحد و لا يعرف حاله و مصيره إلا خالقه سبحانه .. رحمة الله عليه فقد شهد لله بالوحدانية .. له ماله و الله محاسب له و ليس لنا إلا الدعاء له لأن يوماً حتماً سنكون مكانه و ربما لا نجد من يدعوا لنا ..

ليس هذا المقال للحكم على القذافي أو غيره و لكن لوضع بعض الخطوط العريضة على كثير من الثوابت التي تندثر بطريقة مخيفة فيما نشهد من أحداث.

إن ما حدث من قتل للقذافي بهذه الطريقة الحيوانية الشنيعة لا يمكن أن تقبلها أي نفس سوية أو يقرها أي شرع حكيم و يا ليت القذافي هو الوحيد بل آلاف من المسلمين سواء مواليين للأنظمة أو معارضين لها يقتلوا كل يوم بهذه الطرق البشعة و تمثل بأجسادهم البالية و يتم اغتصابهم بعد وفاتهم و ضربهم و ركلهم و تشويه جثامينهم و حرمانهم من الصلاة عليهم بحجة تكفيرهم !!

و كلامنا تخصيصاً عن الموقف مع القذافي لأن بالتأكيد ما حدث قد شاهده العالم أجمع شرقه و غربه.
إن أعداء الإسلام و الملاحدة اليوم يستغلون هذه النقاط كلها لإثبات صحة نظرتهم في الإسلام و الاستفادة بتشويهه و التنفير منه و ما حدث عار في حق كل مسلم غيور على رسالة النبي السمحة و أخلاقه الكريمة !!

نشهد اليوم تفسيرات مختلفة للقرآن الكريم و الشيوخ في صراع و نزاع !! و اختلاف فيما بينهم فما بالك بين العوام من الناس و لا حول و لا قوة إلا بالله ... و لكن رسول الله قد قالها واضحة : "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله و سنتي".



إن أفضل تطبيق لكتاب الله و أحكامه تجده في سيرة رسول الله الكريم فهو النبي الذي نزلت عليه الرسالة و هو بلا شك أعلم الناس بالقرآن الكريم و بمقاصده و أحكامه و أغراضه و أسراره و آياته و كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها : "كان خُلُقه القرآن".
فإذا أردت أن تطبق كتاب الله ابحث في سنة رسول الله  و سيرته لتفهم كيف أدرك النبي هذه الشريعة و كيف طبقها.

و سنأخذ من آيات الله و سنة نبيه الكريم ما فعله رسول الله و قاله في القتل و التمثيل بالجثث و معاملة الأسرى:

1. في غزوة أحد قتل المشركين من أهل مكة يومها سيدنا حمزة بن عبد المطلب و هو عم رسول الله صلى الله عليه و سلم و قتلوه في تلك الغزوة ليس ذلك فقط بل إن هند بنت عتبة واحدة من مشركي قريش في ذلك الوقت (أسلمت فيما بعد) مثلت بجثمانه و بقرت بطنه و أخرجت كبده و في حقد شديد قطمت منه قطعة فما استغاثتها فلفظتها !!

وقد أثَّر هذا الموقف بشدة في رسول الله صلى الله عليه وسلم  وبكى على جثمان عمه حمزة كثيراً و سيدنا حمزة هو سيد الشهداء عند الله لما لاقى من استبسال في المعركة و لمقتله الصعب الشديد و التمثيل بجثمانه الشريف و تأذى النبي كثيراً مما حدث لعمه حمزة فحلف لئن أظفرني الله بالمشكرين لأمثلن ب70 جثة و إذا بسيدنا جبريل عليه السلام ينزل و ينهى الرسول عن التمثيل و يقول له : "و اصبر و ما صبرك إلا بالله".

برغم أن هؤلاء مشركين و سيدنا حمزة هو عم النبي الأمين و سيد الشهداء إلا أن الله أنزل الحكم بحرمانية التمثيل بالجثث للمشركين فما بالك بالمسلمين !!!

روى البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أول ما يقضى يوم القيامة بين الخلائق في الدماء." 

يقول المقتول الذي سال دمه وتقطعت أوصاله رباه سل هذا لمَ قتلني؟


2. إن النبي محمد صلى الله عليه و سلم في حروبه مع الكفار لم يكن يقتل نفساً غير محاربة أي أن القتال للذين خرجوا للحرب فقط أما المشركين الذين لم يخرجوا للقتال فلا يقاتلهم بل كانوا من الأسرى كما كان لا يقاتل الطفل و لا المرأة و لا العجوز و لم يضرب رسول الله في حياته إمرأة قط.

 

3. تعامله مع أسرى الحروب :

لقد كانت القاعدة العامة التي حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم في أول غزوة غنم فيها المسلمون أسرى هي: ((استوصُوا بهم خيرًا)) ولقد تمثل حسن تعامله معهم في مجموعة من المظاهر التي تُنبىء عن قلب ملؤه الرحمة، وعن مشاعر فاضت بالعطف، والحنان.
  يقول ابن عباس رضي الله عنهما:"أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم بدر أن يُكرموا الأُسَارى، فكانوا يُقَدِّمُونهم على أنفسهم عند الغداء".

وكان صلى الله عليه وسلم يأمر لهم بالكساء، ولما أتي بالأسارى، يوم بدر، وفيهم عمه العباس، ولم يكن عليه ثوب؛ كساه النبي صلى الله عليه وسلم ثوب عبد الله بن أبي.
ومن حسن تعامله صلى الله عليه وسلم أنه كان يوفر لهم المأوى المناسب، إما في المسجد كما صنع مع ثمامة، وإما أن يؤويهم الصحابة في منازلهم.

ومن روائع مواقفه صلى الله عليه وسلم أنه كان يحترم مشاعرهم الإنسانية احترماً كبيراً، فنهى أن يفرق في الأسر بين والدة وولدها، ومن صور هذه المشاعر أن أبا أُسَيْدٍ الأنصاري رضي الله عنه جاء بسبي من البحرين فَصُفُّوا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظر إليهم؛ فإذا امرأة تبكي؛ فقال: ((ما يُبْكِيكَ)) فقالت: بِيعَ ابني في بني عبس؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي أسيد: ((لَتَرْكَبَنَّ فَلَتَجِيئَنَّ به)) فركب أبو أسيد فجاء به.

لقد رَقَّ قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة الأسيرة، فأرسل أحد جنوده إلى بلد بعيد ليأتي بابنها، حتى يهدأ بالها، وتجفّ دموعها! هل هناك قائد عسكريٌّ في العالم ينتصر في معركة، فيشغل نفسه وجنوده لإسعاد امرأة أسيرة بسيطة لا يعرفها أحد؟!

وقد نزل التشريع الإسلامي في شأن الأسرى، وهو أن الإمام له الخيار في شأن الأسرى بين أربعة أمور:
1- المنّ بغير فداء.
2- الفداء: وقد يكون بمال، أو بتعليم الغير، أو بأسير مثله (تبادل أسرى).
3- القتل لمجرمي الحرب، أو المعاملة بالمثل إذا كان أعداء الأمة يقتلون الأسارى من المسلمين.
4- الاسترقاق وهو الاحتفاظ بالأسير رقيقًا إلى أجلٍ يحدده الإمام، حسب ما يرى من احتياج المسلمين.

 

4. عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض".

أي تكفرون بعضكم البعض فتقتتلون بحجة أن أحدكم كافراً.

 

5. وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فكلاهما من أهل النار"، قيل: فهذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: "إنه أراد قتل صاحبه"

 يا الله كلاهما في النار !!!!!!


6.  قال عبد الله بن مسعود: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر".

 

7. وعن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال: "أتدرون أيُّ يوم هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: أليس يوم النحر؟ قلنا: بلى، يا رسول الله. قال: أي بلد هذا؟ أليست بالبلدة الحرام؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: فإن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، وأبشاركم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغت؟ قلنا: نعم. قال: اللهم اشهد، فليبلغ الشاهدُ الغائبَ، فإنه ربَّ مبلغ يبلغه من هو أوعى له.

 

8. قال الله تعالى: "من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً" (سورة المائدة - الآية 32).


9.  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا ).

تخيل أن تقوم الساعة و تنتهي الدنيا و ما فيها أهون عند الله من قتل نفس مؤمنة !!

نظر ابن عمر رضي الله عنه يوماً إلى البيت أو إلى الكعبة فقال ما أعظمك وأعظم حرمتك (والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك)
رواه الترمذي

تخيل حرمة المؤمن أعظم عند الله من حرمة الكعبة !!


10. ورد كذلك في شرح مختصر خليل المالكي للخرشي قال: قال بعض علمائنا: إن إكرام الميت دفنه، وقد وردت السنة بذلك
لاحظ أنه لم يذكر المؤمن أو غير المؤمن أي أن إكرام الميت و ستر عرضه واجب للمسلمين و غيرهم على حد سواء.

كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : "اذكروا محاسن موتاكم" 

فهذه آداب و عبر في تعامل النبي مع المشركين الكافرين الذين أخرجوه من دياره و تآمروا لقتله عدة مرات و حاربوه و اتهموه بالسحر و الجنون و حاصروه و قتلوا من أهله فياله من رسول قد جمع حقاً مكارم الأخلاق و أولى لنا أن نتبع هداه. 


لكم كثيرة هي مظاهر أخلاق رسول الله في كل سيرته النبوية الشريفة التي يكاد الواحد منا يذهل بوجود شخص مثله في يوم من الأيام و يذهل بأن هذا الشخص العظيم صارت هذه أخلاق أمته !!

المسلم الحق لا يرد الإساءة بالإساءة و لا يقابل الرذيلة بالرذيلة بل تحكم عواطفه دائماً شريعة حكيمة و تكبح جماحه حدود عظيمة و تهذب تصرفاته آداب جليلة.

فالمؤمن يضع نفسه مكان أخيه فيتعامل معه بما يحب أن يلقاه لنفسه، يقول النبي صلى الله عليه و سلم : "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".

فالمؤمن لا يتنازل عن حدود الشرع و أحكامه و إن قوبل بالتعذيب و المهانة فالالتزام بحدود الشرع و التحكم في تصرفات النفس هو الخط الرفيع الفاصل بين الحيوان و بني آدم.

إن هذا هو الإسلام من منهج حياة صاحب الرسالة أما من بالجثث يمثلون و يقتلون و يعبثون فلا أدري من هم ما دليلهم و ما منهجهم ..  بل إنهم خطر على أمة إسلامية بأسرها ..

تخيل معي العالم كله عندما شاهد صور و فيديوهات القذافي و هو يمثل به و ينتهك عرضه و يقتل و يمزق كما لم تفعل قوات الناتو نفسها فإنهم يقتلون برصاصات باردة جبانة من بعيد و يخفون جرائمهم جيداً .. بل كان الثوار حوله يهتفون الله أكبر .. تخيل معي الصورة التي ستنطبع لديهم عن الإسلام ؟؟

المصادر مع مزيد من القصص و العبر :

http://www.islamstory.com/%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84-%D9%85%D8%B9-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D9%89-%D8%A8%D8%AF%D8%B1

http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha53.htm

http://mercyprophet.org/mul/ar/node/3194


هناك تعليق واحد:

  1. ولازال الكثير يحدث باسم الدين والتكبير

    ..نسأل الله السلامة في ديننا ويثبت ايماننا ..بارك الله فيك وعلى جهودك..نتابعك داائما ..موفق لما فيه الحق والخير

    ردحذف