Banner 468

الأربعاء، 18 مايو 2011

الولايات المتحدة توفر التكنولوجيا للمعارضة لعدم تعقب الحكومات لهم

منقول و مترجم عن الواشنطن بوست بتاريخ 10 مارس 2011

تقوم الوكالات الفيدرالية (مثل وزارة الدفاع الأمريكية و وزارة الخارجية الأمريكية و مجلس حكام الإذاعةبتمويل عدد ضخم من المؤسسات التكنولوجية و التي تقدم المساعدة للنشطاء للدخول على شبكة الإنترنت بسرية دون رصد الحكومات لأماكنهم  كذلك تمكنهم من الدخول على مواقع تحجبها بعض الدول، و كمثال شركات تور و ألتراسيرف.

و مثل هذه التكنولوجيا وضعت الحكومات في وضع حرج ليس فقط في البلاد التي تشهد تظاهرات الآن و لكن أيضاً في دول تعتبر حليف اقتصادي لأمريكا مثل السعودية و الصين حيث تقوم هذه الدول بحجب بعض المواقع التي تعتبرها خطرة.

و هذه التكنولوجيا بها ثغرات و قد لا تخفي بعض الأدوات هوية المستخدمين بالكامل و كذلك الحكومات تحدِّث الرقابة و تكنولوجيا الرصد الخاصة بها باستمرار، كما يمكن استخدام هذه التكنولوجيا لغير أهدافها أو من أي عناصر إرهابية تسعى للتواصل عبر الانترنت.

محمد همام أحد مستخدمي هذه التكنولوجيا في مصر، 24 سنة، مبرمج كمبيوتر، قال أنه تعلم كثيراً من تكنولوجيا تور في خلال تظاهرات يناير 2011، حيث تواصل مع أصدقاؤه المتظاهرين عبر التويتر، لكنه قلق من هذه التكنولوجيا، و في اتصال هاتفي معه قال لنا: "كنت أريد أن أطمئن على أصدقائي المتظاهرين و لكني لم أكن مطمئن على الإطلاق فلم أكن أعلم ما الذي تستخدمه الحكومة المصرية لتعقب آثارنا كنت أتمنى أن يكون التور كافي بالنسبة لي لنشر بعض الأشياء دون قيام الحكومة برصدي".

هذه التكنولوجيا التي بدأت تستخدم في مصر و تونس و ليبيا استخدمت كوسائل للعصيان الرقمي في أماكن أخرى، و هي تعمل عن طريق حجب المستخدم و تصوره على أنه يعمل من بلد آخر بالإضافة أنها تمنحه الدخول إلى مواقع تحجبها الحكومات.


في الصورة ناشط بحريني في خيمة بساحة دوار اللؤلؤة في المنامة، حيث يتم استخدام أدوات حجب المستخدمين بدول كثيرة تشهد اضطرابات بالعالم العربي.

بدأت هذه التكنولوجيا لكسر الفاير وول في الصين و تطورت لتصبح لها امكانيات استثنائية حول العالم، هكذا يقول مايكل هوروفيتز أحد المسؤولين في إدارة ريجانو الذي يعمل مستشارا لألترا ريتش Ultra reach و يقول : "عندما بدأت ألترا ريتش في رصد مستخدمين لها داخل مصر لم تعلم كيف وصلت هذه التكنولوجيا إلى مصر، و كيف اكتشف الناس هناك تلك التكنولوجيا،
كل دولار تنفقه هذه الشركات فإن الحكومات تنفق في مقابله 10,000 دولار لحماية الفاير وول.   firewalls

الوكالات الفدرالية مولت هذه الشركات عن طريق المنح و التعاقدات .. و من المتوقع زيادة حجم تمويل وزارة الخارجية الأمريكية لهذه الشركات (حوالي 30 مليون دولار إضافية لتمويل شركات التكنولوجيا و جمعيات حقوق الإنسان لمساعدة النشطاء على الولوج للانترنت و اختراق جدران الحماية و تصفح الانترنت دون تعقب الحكومات لهم.

و قال دانيل بير نائب مساعد بسكرتارية وزارة الخارجية الأمريكية أن مكتب وزارة الخارجية يعمل بأسرع ما يمكن لاعتماد المال، أكثر من 60 مجموعة غير ربحية و منظمات أخرى تقدمت للحصول على جوائز تتراوح من 500,000 دولار إلى 8 ملايين دولار، و يقول بأن الوزارة تدعم حرية الانترنت و حقوق المتظاهرين في الشرق الأوسط و كذلك في مناطق أخرى حيث تقوم الحكومات بتقييد أو مراقبة حركات المعارضة، تدعم الإدارة مجموعة قد تصل حوالي 12 من الشركات المختصة بالتحايل للدخول سريا على الانترنت، 3 شركات هي الأكثر استخداماً في العالم و هي تجذب حوالي 2 مليون مستخدم شهرياً.

حالياً التركيز على منطقة الشرق الأوسط، و دعم الولايات المتحدة لهذه المنظمات و المذكور في خطابات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون غير مفاجئ لبعض الدول، تقول كلينتون : "أنا متأكدة أن بعض الأشخاص في حكومات هذه الدول تتمنى لو أننا لم نمول هذه التكنولوجيات كما أنهم يفضلون عدم دعوتنا لحقوق الإنسان بشكل عام، و لكن من ضمن سياستنا منذ مدى طويل الدعوة إلى حرية الانترنت".

في الآونة الأخيرة اتهم بعض أعضاء الكونجرس وزارة الخارجية لتباطؤها في منح الأموال، و ناقشوا أيضاً ضرورة نقل كمية كبيرة من النقود إلى مجلس حكام الإذاعة، و تشرف ال BBC على إذاعة صوت أمريكا VOA و كذلك تعمل بشكل وثيق مع بعض تلك الشركات التي تحجب النشطاء على الانترنت.

العديد من هذه الشركات التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية رصدت زيادة كبيرة في أعداد مستخدميها بالعالم العربي في الدول التي تمر بها التغيرات السياسية.

مؤسسة تور هي مؤسسة غير ربحية تمولها وزارتي الخارجية و الدفاع و قفز عدد مستخدمي تكنولوجيا الحجب التي توفرها تور من 250 في ديسمبر إلى 2500 في فبراير و ذلك في مصر و من 500 إلى 900 في تونس و من 25 إلى 300 في ليبيا.

قال أندرو ليومان المدير التنفيذي للمؤسسة قال أنه يساعد الولايات المتحدة الأمريكية و الحكومات الأوروبية في استخدام هذه التكنولوجيا لجمع المعلومات الاستخباراتية و لصالح الجمعيات المتحدثة باسم حقوق الإنسان و حرية الصحافة و التعبير و أخبر أنه غير متعاون مع الأنظمة المحافظة (الغير متعاونة مع سياستهم الخارجية).
و أضاف : سنكون دوماً في صف الأشخاص الداعمين لحرية الوصول للمعلومات و قد ساعدنا متظاهرين - صحفيين - قانونيين و وكالات الاستخبارات كما قال أندرو أنه رفض طلبات لبعض الحكومات بالشرق الأوسط التي تطالب بالرقابة على مستخدمي هذه التكنولوجيات (الاستخدام يكون لأغراض تضر الأمن القومي بالدول المستهدفة و تخدم السياسات الخارجية للدول الممولة لهذه التكنولوجيات بالطبع).

مؤسسة ألتراريتش تلقت منحة بمقدار 800،000 دولار من الحكومة الفيدرالية و ارتفع عدد مستخدمي منتجاتها، و أخبر هورويتز مستشار الشركة أن عدد المستخدمين ارتفع إلى 8 ملايين في مصر بيناير 2011 قبل قرار غلق الانترنت مباشرة، حيث بلغ عدد المستخدمين في مصر 8 مليون في يناير و في ليبيا بلغ عدد المستخدمين بشهر مارس 2011 حوالي 4 مليون.

و من أكثر المواقع التي يستخدمها النشطاء أثناء استخدام تكنولوجيات الحجب هي مواقع الافاتارات و الفيسبوك و الميجا أبلود و الياهو و الMSN.

و شركة سيفون Psiphon الكندية متعاقدة مع ال BBG للمساعدة في نشر إذاعة صوت أمريكا و غيرها من الخدمات الإخبارية الأمريكية في إيران و الصين و روسيا و يقول المسئولون بالشركة أنه يوجد مستخدمين لها من مصر برغم أن الشركة تركز العمل في مناطق أخرى من العالم و لم تقدم دعايا لها في مصر.

و يقول رافايل روزينسكي المدير التنفيذي بسيفون: "يوجد حوالي 8,000 مستخدم من مصر برغم أن الشركة لم تقدم دعايا لها في مصر بالمقارنة مع إيران التي يبلغ عدد المستخدمين فيها 40,000 إلى 50,000 شخص" و قال أنه من الصعب معرفة عدد المستخدمين قطعاً كما أشار إلى أن هذه التكنولوجيا ليست آمنة 100%.

يقول المسئول في سيليكون فالي : نحن لم نقصد ذلك و لم ننشئ هذه التكنولوجيا ضد الحكومات و لكننا مجموعة من الشباب بكثير من الأفكار المجنونة و هانحن نساعد ملايين من الشباب الذين يريدون التغيير في الشرق الأوسط و لكننا سعداء بما نفعله.

(نذكر هنا أن سيليكون فالي واحدة من أضخم المراكز التكنولوجية في العالم بسان فرانسيسكو و كذا نذكر استضافة الناشط علاء عبد الفتاح في مؤتمر لحقوق الإنسان بسيليكون فالي في نهاية عام 2011).



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق